أثارت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لعملة فئة 500 جنيه الجدل بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي قبل عيد الفطر المبارك، ليتبين أنها لا تتعدى كونها رسمة لأحد الأشخاص، فيما نفت مصادر مصرفية صحة الأمر من الأساس، لكن المفاجأة أنه قبل عشرين عاما تقريبا كانت هناك نية من البنك المركزي لإصدار عملة 500 جنيه قبل أن يتراجع عن القرار بسبب شائعات الأزمة الاقتصادية. بدأت القصة في 2004 في زيارة الباحث في تاريخ العملات المصرية المهندس مجدي حنفي، يلتقي خلالها فاروق العقدة أحد أشهر رؤساء البنك المركزي المصري في القرن الواحد والعشرين، يعرض عليه إصدار فئات جديدة من العملات منها فئة 500 جنيه ورقية، ونصف جنيه وجنيه وخمسة جنيهات معدنية إلى جانب تغيير الشكل المتداول من العملات الورقية خوفا من التزوير. يقتنع العقدة بالفكرة الجديدة خاصة مع الثقة الممنوحة لمجدي حنفي صاحب موسوعتي العملات المعدنية والورقية المصرية، ويبدأ البنك المركزي بالفعل العمل على إسناد الفكرة للفنان مجدي أحمد مصمم العملات المصرية في ذلك الوقت، ليصمم بالفعل العملة الجديدة فئة 500 جنيه مصري، ومع قرب إعلان تداولها في الأسواق يتوقف الأمر وتتراجع الحكومة عن القرار خوفا من شائعات الأزمة الاقتصادية وتأثيرها بالتضخم. بداية حديث الباحث مجدي حنفي مؤلف موسوعة «البنكنوت المصري»، لـ «المصري اليوم»، أكد إلى أن إصدار عملة 500 جنيه ليس لها أي علاقة بالتضخم خاصة مع وجود عملات فئة 500 وألف في المملكة العربية السعودية والإمارات، ومع ذلك فإنهما دولتان لا تعانيان من أزمة اقتصادية أو تضخم. وتحدث أن أول إنتاج مصري متكامل لعملة نقدية كان من نصيب فئة ال100 جنيه وذلك سنة 1994 تصميم وحفر على الصلب للفنان صابر سعيدة، الذي التقاه بنفسه لحفظ معلومات تصميم وحفر العملات الورقية المصرية، فيما كان أول إصدار لفئة 500 جنيه سنة 2005 تصميم الفنان مجدي أحمد، وحفر على الصلب الفنان سعيدة، لكنها لم تصدر للتداول بسبب مخاوف التأثر بالتضخم. وأشار «حنفي» أن مصطلح «الحفر على الصلب» لعمل «الزنكات» التي تستخدم في الطباعة.ويعتبر مجدي حنفي، الباحث في تاريخ العملات المصرية، أن المختلف بين المصمم المصري والمزور واضح ،حيث يتحلى المصمم المعتمد عليه من البنك المركزي على ثقافة واسعة والتزام بالكود المتمثل في تطابق الرسومات مع طريقة ثني أو فرد الورق إلى جانب استخدام الرسومات الإسلامية مثل المساجد والآثار الفرعونية مثل المعابد والشخصيات الشهيرة مثل توت عنخ آمون. وصرح المهندس مجدي حنفي إلى أن هذا الأمر يجعل من الصعوبة على المزور مطابقة عمله مع العمل الإبداعي للمصمم المصري الأصيل والذي يمر عمله على العديد من التفاصيل التي تجعل تزوير العملة مستحيل، موضحا إلى أن مصر استفادت في الفترة أوائل 1960 واستعانت بالخبرات الألمانية في تعليم وتدريب المصممين المصريين حتى مطلع التسعينيات حيث برع المصريون في التصميم. ولا يعتبر مجدي حنفي إصدار فئات عملات نقدية جديدة أو مختلفة أو أكثر قيمة مثل الـ500 جنيه يعني دوما التأثر بالتضخم ولكن تغيير العملة والاختلاف فيها يعد من أهم الأمور التي تمنع تزويرها، موكدا إلى أن الرئيس جمال عبدالناصر سبق أن قرر إلغاء فئة الخمسين والمائة جنيه من الأساس وأصبحت أعلى فئة لعملة نقدية لمصر عشر جنيهات فقط حتى تولى الرئيس أنور السادات السلطة. كان قد تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي صورة لعملة فئة 500 جنيه مكتوب عليها اسم العاصمة الإدارية الجديدة، واسم البنك المركزي، بزعم طرحها في الفترة القادمة ،وهو ما نفته مصادر مصرفية، في تصريحات صحفية، مؤكدة أن البنك المركزي لم يطبع عملة جديدة فئة 500 جنيه وليست لديه نية لإصدار فئة بقيمة 500 جنيه، واستبعدت المصادر أن يطرح البنك عملة فئة 500 جنيه في الوقت الحاضر. نقلا عن جريدة المصري اليوم