تشهد أونصة الذهب العالمي تذبذب خلال تداولات اليوم الجمعة وذلك في ظل ترقب الأسواق لصدور بيانات الوظائف عن الاقتصاد الأمريكي، بينما تقبل أسعار الذهب على تسجيل انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي بعد أن فقد الدعم من التوترات الجيوسياسية وانتقل التركيز إلى مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض طفيف اليوم بنسبة 0.1% لتسجل أدنى مستوى عند 2297 دولار للأونصة بينما افتتحت جلسة اليوم عند 2303 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد انخفاض يوم أمس بنسبة 0.7% سجل خلاله أدنى مستوى عند 2285 دولار للأونصة.الانخفاض الذي شهدته أسعار الذهب خلال الأسبوعين الماضيين كان بسبب تلاشي المخاوف بشأن المخاطر الجيوسياسية وإعادة التسعير بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية بعد بيانات التضخم الأعلى من المتوقع التي صدرت مؤخراً عن الاقتصاد الأمريكي، الأمر الذي تسبب في ضعف الذهب.ومن المتوقع أن تؤثر بيانات الوظائف غير الزراعية المقرر صدورها في وقت لاحق يوم الجمعة على توقعات أسعار الفائدة. وأي علامات مستمرة على القوة في سوق العمل تمنح البنك الاحتياطي الفيدرالي مساحة أكبر للحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.وحذر البنك الفيدرالي الأمريكي خلال اجتماعه الأخير يوم الأربعاء الماضي من أن التضخم الثابت لا يمنح البنك سببا يذكر لخفض أسعار الفائدة. ولكن الاحتياطي الفيدرالي أشار أيضًا إلى أنه لا ينوي رفع أسعار الفائدة أكثر.كما أشار البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه لا يزال يميل نحو تخفيضات أسعار الفائدة في نهاية الأمر، لكنه وضع علامة حمراء على قراءات التضخم الأخيرة المخيبة للآمال والتي قد تؤجل تخفيضات أسعار الفائدة لفترة من الوقت في المستقبل. تتوقع الأسواق احتمالًا بنسبة 73% لخفض أسعار الفائدة في نوفمبر، وفقًا لأداة FedWatch من بورصة شيكاغو، بينما لا تزال هناك توقعات بخفض الفائدة في سبتمبر أيضاً.احتمال بقاء أسعار الفائدة مرتفعة على المدى الطويل لا يبشر بالخير بالنسبة للذهب، نظرا لأنه يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في المعدن النفيس الذي لا يقدم عائد لحائزيه. خاصة مع تراجع التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مما أضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن ليترك الذهب عرضة لتقلبات أسعار الفائدة.من جهة أخرى وسع الدولار الأمريكي من خسائره خلال تداولات اليوم الجمعة ليسجل أدنى مستوى منذ 3 أسابيع، وذلك في ظل تغير تسعير الأسواق التي كانت تتوقع أن يشير البنك الفيدرالي إلى إمكانية رفع أسعار الفائدة في فترة ما، ولكن رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول صرح بعكس ذلك لتكون النتيجة سلبية بالنسبة لمستويات الدولار الأمريكي.الدولار الأمريكي في طريقه إلى تسجيل انخفاض أسبوعي كبير وهو الأمر الذي يحد من فرص الهبوط بالنسبة لأسعار الذهب المستمرة في التداول حول المستوى 2300 دولار للأونصة، بعد أن سجل أدنى مستوى منذ شهر عند 2281 دولار للأونصة يوم الأربعاء الماضي.من جهة أخرى يجد الذهب الدعم من المستمر من ارتفاع الطلب على الذهب الفعلي من قبل البنوك المركزية العالمية، فخلال شهر مارس الماضي قامت البنوك المركزية العالمية بعمليات شراء صافية بمقدار 16 طن من الذهب وفقاً لمجلس الذهب العالمي.وكان المشترون الرئيسيون هي البنوك المركزي للأسواق الناشئة. فقد قام البنك المركزي التركي بشراء أكبر قدر من الذهب خلال شهر مارس بمقدار 14 طن، يليه كلا من البنك المركزي الهندي والبنك المركزي الصيني بمقدار 5 طن لكل منهما.