تراجع سعر أونصة الذهب العالمي اليوم الثلاثاء مع انتظار المستثمرين قراءة بيانات التضخم الرئيسية عن الولايات المتحدة، ونتائج اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي للحصول على إشارات بشأن الموعد الذي سيبدأ فيه البنك المركزي خفض أسعار الفائدة.سجل سعر الذهب الفوري انخفاض خلال تداولات اليوم الثلاثاء بنسبة 0.3% ليسجل أدنى مستوى عند 2297 دولار للأونصة قبل أن يقلص خسائره ليتداول حالياً عند المستوى 2305 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2310 دولار للأونصة.يأتي تراجع سعر الذهب اليوم بعد ارتفاعه يوم أمس بنسبة 0.7% وتسجيله أعلى مستوى عند 2313 دولار للأونصة، ليظهر الذهب تذبذب وتحركات عرضية في انتظار الأحداث الهامة التي تترقبها الأسواق العالمية يوم غد.تأتي هذه التحركات بعد أن انخفض الذهب بنسبة 3.5% وهو أكبر انخفاض يومي منذ نوفمبر 2020 وذلك يوم الجمعة الماضية بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكي الذي أظهر ارتفاع في أعداد الوظائف الجديدة وفي معدل الأجور، مما قلل من فرص خفض البنك الفيدرالي لأسعار الفائدة.قد يقلل تقرير الوظائف القوي فرص البنك الاحتياطي الفيدرالي خلال اجتماعه الذي يبدأ اليوم ويستمر يومين في ان يشير إلى خفض الفائدة سبتمبر القادم، وهو ما تنتظره الأسواق بشدة، الأمر الذي قد يؤثر بالسلبي على أسعار الذهب لأن بقاء الفائدة الأمريكية مرتفعة لمزيد من الوقت يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.يصدر أيضا يوم غد بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي عن شهر مايو والذي يعد مؤشر التضخم الرئيسي، وهو محور اهتمام الأسواق هذا الأسبوع بالإضافة إلى توقعات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن مستقبل الفائدة والتضخم والنمو والتي تصدر مع نتائج اجتماع البنك.صدور بيانات التضخم الأمريكية يوم غد قبل اجتماع الفيدرالي بساعات قليلة سينتج عنه مستويات مرتفعة من التقلبات السعرية والتذبذب الحاد خاصة إذا ارتفعت معدلات التضخم بأكثر من المتوقع.حتى الآن تتوقع الأسواق خفض في الفائدة الأمريكية من قبل الفيدرالي الأمريكي خلال هذا العام، ويحظى اجتماع شهر سبتمبر بالتوقعات الأكبر حالياً أن يشهد أول قرار لخفض الفائدة بعد دورة رفع الأسعار التي بدأت في مارس 2022.لكن تماسك معدلات التضخم واستمرار قوة الاقتصاد الأمريكي بقيادة قطاع العمالة قد تدفع البنك الفيدرالي إلى الإبقاء على الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت، وقد أشار عدد من أعضاء الفيدرالي في تصريحاتهم الأخيرة أن الفائدة قد تستمر على مستوياتها الحالية حتى نهاية العام الجاري.وبالانتقال إلى العامل الثاني وأحد المحركات الرئيسية لسوق الذهب العالمي وهي مشتريات الصين من الذهب، فنجد أن البنك المركزي الصيني قد توقف عن شراء الذهب خلال شهر مايو الماضي، ليوقف سلسلة من 18 شهر متتالية قام البنك خلالها بزيادة احتياطاته من الذهب.تسبب هذا في انخفاض أسعار الذهب بشكل حاد يوم الجمعة الماضية، ولكن جميع التوقعات تشير أن الصين ستعود إلى شراء الذهب من جديد مع تراجع الأسعار، وحقيقة أن مشتريات الصين من الذهب كانت في حدها الأدنى في أبريل، وفي مايو كانت صفرًا، لا تعني بأي حال من الأحوال أنها لن تعود إلى الشراء مجدداً.فعلى الرغم من مشتريات الصين واسعة النطاق من الذهب على مدار 18 شهر متتالي فإن نسبة الذهب في احتياطيات الصين النقدية لا تزال أقل من 5%. وهذا بالمقارنة مع المتوسط العالمي الذي يزيد عن 15%، الأمر الذي لا يزال يترك ميزة مساحة كبيرة لشراء أطنان من الذهب.هذا وقد أظهر استطلاع أجراه المنتدى الرسمي للمؤسسات النقدية والمالية أن البنوك المركزية تخطط لمواصلة زيادة تعرضها للذهب خلال الـ 12 إلى 24 شهرًا القادمة.