تراجع سعر أونصة الذهب العالمي
بشكل طفيف خلال تداولات اليوم الأربعاء لليوم الثاني على التوالي وذلك في ظل تعافي
مستويات الدولار الأمريكي بعد تصريحات من قبل أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي تفيد
إمكانية استمرار الفائدة مرتفعة طوال هذا العام.
انخفض سعر الذهب الفوري الذي
يستخدم في تسعير سبائك الذهب خلال جلسة اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أدنى مستوى عند
2303 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2314 دولار للأونصة
ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2307 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد انخفاض آخر يوم أمس
في أسعار الذهب بنسبة 0.4% وذلك في ظل تعافي مستويات الدولار الأمريكي بالرغم من
غياب البيانات الاقتصادية الأمريكية الهام هذا الأسبوع، وهو ما دفع الأسواق الى
التأثر بتوقعات المتداولين وتسعيره لمستقبل أسعار الفائدة الأمريكية.
هذا وقد شهد المعدن النفيس بعض
الطلب على الملاذ الآمن مطلع هذا الأسبوع مع تفاقم الصراع بين الكيان الصهيوني
وحماس حيث لم تسفر محادثات وقف إطلاق النار عن تقدم يذكر. ولكن تقلصت حدة التوترات
الجيوسياسية بعدها ليعود تركيز أسواق الذهب على توقعات الفائدة الأمريكية.
الذهب واقع تحت ضغط سلبي مع قيام أعضاء
البنك الاحتياطي الفيدرالي بتهدئة رهانات خفض أسعار الفائدة، وقد اتضح هذا من
الدعم الضئيل الذي شهدته أسعار الذهب من الانخفاض الأخير للدولار، قبل أن تعود
العملة الأمريكية للانتعاش يوم الثلاثاء بعد أن صرح العديد من أعضاء البنك
الفيدرالي إنه من المرجح أن تبقى أسعار الفائدة دون تغيير في عام 2024.
يتبنى هذه الفكرة رئيس البنك
الاحتياطي الفيدرالي في مينابولس نيل كاشكاري، الذي صرح بأن استمرار ارتفاع التضخم
سيدفع الفيدرالي الامريكي لتثبيت اسعار الفائدة عند 5.50% وذلك طوال عام 2024.
بل حتى ان كاشكاري صرح بانه لا
يستبعد ان يعود الفيدرالي ليرفع اسعار الفائدة إذا ما استمر التضخم بالارتفاع.
ويبقى التضخم الأمريكي الثابت نقطة خلاف رئيسية بالنسبة للبنك الاحتياطي
الفيدرالي.
وارتفعت توقعات خفض أسعار الفائدة
في سبتمبر بعد بيانات الوظائف الضعيفة الأسبوع الماضي. بالإضافة إلى إشارة رئيس
الفيدرالي جيروم باول عقب اجتماع البنك الأسبوع الماضي أن أسعار الفائدة ستنخفض في
النهاية.
إن احتمال بقاء أسعار الفائدة
الأمريكية مرتفعة لفترة أطول لا يبشر بالخير بالنسبة للذهب، نظرا لأنه يرفع تكلفة
الفرصة البديلة للاستثمار في المعدن النفيس.
تتوقع الأسواق حاليًا فرصة بنسبة
65% لخفض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر، وفرصة بنسبة 76% لخفضها في نوفمبر
القادم.
من جهة أخرى تقرير التزامات
المتداولين الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، أظهر أن الطلب على المضاربة في
الذهب سواء من قبل المضاربين الأفراد أو المؤسسات مستمر التراجع سواء في الشراء أو
البيع، الأمر الذي يعكس تراجع الطلب على الذهب بشكل عام واتجاه المستثمرين إلى
أسواق أخرى أكثر ربحية بالنسبة لهم حالياً.
ويرجع السبب الرئيسي وراء هذا
الضعف في الطلب على المضاربة على الذهب هو تقلص التوترات الجيوسياسية، وبحث
المستثمرين عن عائد أفضل بعد تأكيد الفيدرالي على بقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول
من الوقت.
من جهة أخرى تواصل البنوك
المركزية العالمية في دعم الذهب بشكل مباشر من خلال استمرار عمليات شراء المعدن
النفيس لتنويع احتياطاتها بعيداً عن الذهب، فقد اشترت البنوك المركزية 290 طن من
الذهب في الربع الأول، وهي أقوى بداية على الإطلاق في أي عام.
كما أظهرت بيانات رسمية يوم أمس
الثلاثاء أن البنك المركزي الصيني أضاف 60 ألف أونصة من الذهب إلى احتياطاته في
أبريل، مما يمدد فترة المشتريات المتتالية من قبل البنك المركزي الصيني إلى 18 شهر.