انخفض سعر أونصة الذهب العالمي
للأسبوع الثاني على التوالي في ظل استمرار التصحيح السلبي بعد موجة الارتفاع
الأخيرة التي دفعت سعر الذهب العالمي إلى تسجيل أعلى مستوى تاريخي.
سجل سعر الذهب الفوري المستخدم في
تسعير السبائك انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.6% حيث سجل أدنى مستوى منذ
قرابة شهر عند 2277 دولار للأونصة ليغلق تداولات الأسبوع عند المستوى 2301 دولار
للأونصة.
بالرغم من سيطرت الهبوط على أسعار
الذهب خلال الأسبوع الماضي إلا أنه استطاع أن ينهي تداولات الأسبوع فوق المستوى
2300 دولار للأونصة، الأمر الذي قد يساعد السعر على التعافي لأعلى خلال الأسبوع القادم
خاصة بعد أن وجد الذهب الدعم من ضعف بيانات قطاع العمالة الأمريكي.
ارتفعت الوظائف غير الزراعية في
الولايات المتحدة بمقدار 175 ألف وظيفة الشهر الماضي، وفقًا لمكتب إحصاءات العمل
بأقل من القراءة السابقة التي كانت بقيمة 315 ألف وظيفة والتوقعات التي كانت تشير
إلى تسجيل 238 ألف وظيفة.
شهد سوق العمل الأمريكي أضعف معدل
نمو له منذ نوفمبر الماضي، وفي الوقت نفسه ارتفع معدل البطالة إلى 3.9%. وكانت
التوقعات أن يظل دون تغيير عند 3.8٪.
كما أظهر تقرير الوظائف أيضًا نمو
أضعف من المتوقع للأجور مما خفف مخاوف التضخم. حيث ارتفع متوسط الأجر بالساعة
بنسبة 0.2% أو 0.07 دولار في الشهر الماضي؛ وكانت التوقعات أن يشهد زيادة في
الأجور بنسبة 0.3%. وعلى مدى الأشهر الـ 12 الماضية ارتفع متوسط الأجر بالساعة
بنسبة 3.9%.
تأتي بيانات التوظيف بعد أن ترك البنك
الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة دون تغيير في نطاق يتراوح بين 5.25٪ و 5.50٪
للاجتماع السادس على التوالي. ليحافظ الفيدرالي على سياسته النقدية التقييدية في
ظل استمرار ضغوط التضخم مرتفعة بشكل عنيد خلال الربع الأول من عام 2024.
ومع ذلك أوضح رئيس البنك
الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول للأسواق أنه على الرغم من التضخم العنيد، فإن
البنك لا يتطلع إلى رفع أسعار الفائدة.
انخفض الدولار الأمريكي بشكل كبير
خلال الأسبوع الماضي منخفضاً بنسبة 0.8% وفقاً لمؤشر الدولار ليسجل أدنى مستوى منذ
3 أسابيع. وجاء هذا الضعف في الدولار بعد اجتماع الفيدرالي الأمريكي الذي أظهر ان
أسعار الفائدة ستنخفض في النهاية بالرغم من استمرار التشديد النقدي واستقرار أسعار
الفائدة عند أعلى مستوياتها لفترة أطول من التوقعات السابقة.
ساعد انخفاض مستويات الدولار
الأمريكي على تقليص خسائر الذهب وبالفعل استطاع أن يرتد لأعلى قبل نهاية الأسبوع
من أدنى مستوياته منذ قرابة شهر ليغلق فوق المستوى 2300 دولار للأونصة، ولكن بشكل
عام يبقى الضغط السلبي متواجد على أسعار الذهب بسبب حقيقة استمرار أسعار الفائدة
مرتفعة لفترة أطول من الوقت.
التوقعات في الأسواق تشير الآن أن
البنك الفيدرالي قد يبدأ في خفض الفائدة في سبتمبر او في نوفمبر، وهو ما يستمر في
كونه ضغط على الذهب حيث أن البيانات الأخيرة غير كافية لاستقرار الأسعار.
لكن الملاحظ أن التراجع الذي
يشهده الذهب العالمي حالياً محدود مقارنة بموجة الارتفاع القوية الأخيرة، يرجع هذا
إلى احتفاظ الذهب بالعديد من العوامل التي تدعم السعر وعلى رأسها الطلب من قبل
البنوك المركزية العالمية والطلب الفعلي المحلي من قبل المنطقة الأسيوية.
فقد قام البنك المركزي الصيني
بزيادة احتياطاته من الذهب لمدة 17 شهرًا متتاليًا، مع ارتفاع بنسبة 16٪ في
حيازاته من الذهب خلال هذه الفترة وفقًا لما أفاد به مجلس الذهب العالمي. وفي شهر
مارس وحده أضاف البنك المركزي الصيني 5 طن من الذهب إلى احتياطاته.
وعلى نحو مماثل كانت دول مثل
تركيا والهند وكازاخستان وبعض دول أوروبا الشرقية من المشترين النشطين للذهب هذا
العام. ويعكس هذا التراكم اتجاهاً أوسع بين البنوك المركزية العالمية لتنويع احتياطاتها
وتقليل اعتمادها على الدولار الأميركي.