شهدت أسعار الذهب العالمي قفزة جديدة ليسجل مستوى تاريخي جديد في طريقه إلى تسجيل ارتفاع أسبوعي كبير، وذلك على الرغم من قوة الدولار وتحسن البيانات الأمريكية، حيث وجد الدعم من تزايد الطلب على الملاذ الآمن في ظل عدم اليقين والتخوفات الحالية في الأسواق المالية.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.5% ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2714 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 2693 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند 2706 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن استطاع الذهب يوم أمس أن يخترق قمته السعرية الأخيرة عند 2685 دولار للأونصة ليغلق فوق هذا المستوى عند 2693 دولار للأونصة مما أعطى السعر زخم إيجابي لاختراق المستوى النفسي 2700 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخه، ليقدم على تسجيل ارتفاع أسبوعي بنسبة 1.9%.
الذهب يبدوا أنه اكتسب زخم إيجابي كبير هذا الأسبوع بعد أن أظهرت العديد من استطلاعات الرأي التقارب بين مرشحين الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وكاملا هاريس مما يزيد من عدم اليقين في الأسواق خاصة مع بقاء أقل من 3 أسابيع على الانتخابات الأمريكية.
بالإضافة إلى هذا يستمر التصعيد في منطقة الشرق الأوسط بعد مقتل زعيم حركة حماس، وهو ما يبقي الطلب مرتفعة دائما على الذهب كملاذ آمن في الأسواق المالية.
الجدير بالذكر أن سعر الذهب يرتفع على الرغم من قوة الدولار الأمريكي الحالية، فقد ارتفع الدولار ليسجل أعلى مستوى منذ أكثر من شهرين ونصف مقابل سلة من العملات الرئيسية، وذلك بعد أن وجد الدعم من تحسن البيانات الأمريكية يوم أمس، مما يظهر مرونة الاقتصاد الأمريكي.
فقد ارتفع مؤشر مبيعات التجزئة الأمريكية عن شهر سبتمبر بأفضل من التوقعات، بينما تراجع أعداد طلبات اعانات البطالة الأسبوعية الأمر الذي ساعد على ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي الذي يجد الدعم أيضاً كملاذ آمن في الأسواق المالية.
الفترة الحالية تشهد توقف العلاقة العكسية بين الدولار والذهب، حيث يرتفع كلا منهما في نفس الوقت، بسبب تزايد الطلب على الملاذ الآمن.
من جهة أخرى يجد الذهب المزيد من الدعم بسبب استمرار التوقعات في الأسواق بنسبة 90% أن البنك الفيدرالي الأمريكي في طريقه إلى خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه في نوفمبر القادم.
هذا وقد قام البنك المركزي الأوروبي يوم أمس بخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة، الأمر الذي يدل على تمسك البنوك المركزية العالمية بسياسة التيسير النقدية والاستمرار في خفض معدلات الفائدة خلال الفترة القادمة. وهو أمر من شأنه أن يزيد من قوة الذهب الذي يجد في بيئة خفض الفائدة داعم كبير له كونها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة منذ كون الذهب لا يقدم عائد لحائزيه.
من جهة أخرى بدأ البنك المركزي الصيني يوم الجمعة تنفيذ خطتين للتمويل، والتي ستضخ في البداية ما يصل إلى 800 مليار يوان (112.38 مليار دولار) في سوق الأسهم من خلال أدوات السياسة النقدية التي تم إنشاؤها حديثًا.
وأوضح البنك المركزي الصيني التفاصيل التشغيلية لخطط المبادلة وإعادة الإقراض التي تم الإعلان عنها لأول مرة في أواخر سبتمبر، بهدف دعم تطور أسواق رأس المال. ومن كون الصين أكبر مستهلك للذهب في العالمي فقد ساعد هذا الخبر على المزيد من ارتفاع مستويات الذهب.
بينما في الهند اضطر تجار الذهب الفعلي إلى تقديم خصومات هذا الأسبوع، حيث أدت الأسعار المرتفعة القياسية إلى إضعاف الطلب قبل مهرجان رئيسي، في حين تقلصت الخصومات في الصين أكبر مستهلك للذهب.
فقد وصلت الأسعار المحلية في الهند إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق بزيادة أكثر من 15% عن أدنى مستوى لها في أربعة أشهر الذي سجلته في يوليو الماضي. وارتفاع الأسعار المستمر يضعف الطلب حيث يشتري المستهلكين الذهب بكميات أقل.