ارتفعت أسعار الذهب العالمي إلى أعلى مستوياتها التاريخية خلال تداولات اليوم الخميس، ليتجه الذهب إلى تسجيل أفضل أداء شهري في أكتوبر منذ سبعة أشهر، يأتي هذا في ظل ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية مع اقتراب الانتخابات الأمريكية إلى جانب الترقب في الأسواق قبل صدور بيانات التضخم وقطاع العمالة عن الولايات المتحدة الأمريكية.
تراجع سعر أونصة الذهب العالمي بشكل طفيف اليوم بنسبة 0.2% ليتداول حالياً عند المستوى 2778 دولار للأونصة وذلك بعد أن سجل أعلى مستوى تاريخي عند 2790 دولار للأونصة وهو نفس المستوى الذي سجله خلال جلسة الأمس.
الذهب في طريقه إلى تسجيل ارتفاع خلال شهر أكتوبر بنسبة 5.6% وهو أعلى ارتفاع شهري منذ شهر مارس الماضي، وبذلك يكون ارتفع سعر الذهب منذ بداية عام 2024 بنسبة 35% تقريباً.
دخلت الانتخابات الأمريكية مرحلتها النهائية الحاسمة، حيث كانت استطلاعات الرأي متقاربة للغاية بحيث لا يمكن التنبؤ بالفائز بين الرئيس الأمريكي السابق الجمهوري دونالد ترامب ونائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس.
يعتبر الذهب استثمارًا آمنًا خلال حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي ويزدهر في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. ما دفعه إلى الارتفاع في ظل عدم وجود فارق بين المرشحين لانتخابات الرئاسة التي ستقام في 5 نوفمبر القادم.
يأتي عدم اليقين في الأسواق بسبب اقتراح ترامب وهاريس خططًا مختلفة تمامًا للاقتصاد الأمريكي، مما زاد من من عدم الوضوح بشأن السياسة المالية للاقتصاد الأمريكي في السنوات القادمة.
وعند النظر إلى البيانات الأمريكية هذا الأسبوع فنجد ان مؤشر فرص العمل المتاحة في الولايات المتحدة الأمريكية في شهر سبتمبر قد تراجع بأقل من التوقعات والقراءة السابقة، بينما أعداد وظائف القطاع الخاص الأمريكي ارتفعت بأعلى من المتوقع في شهر أكتوبر.
من جهة أخرى ارتفعت ثقة المستهلك الأمريكي بينما تباطؤ نمو الاقتصاد خلال الربع الثالث، الأمر الذي يدل على تضارب نتائج البيانات الاقتصادية الأخيرة مما دفع المستثمرين إلى اللجوء لاستثمارات الملاذ الآمن وعلى رأسها الذهب.
اليوم يصدر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي والذي يعد مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي، هذا إلى جانب بيانات طلبات اعانات البطالة الأمريكية، يأتي هذا قبل صدور تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي غداً.
مع اقتراب اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي تركز الأسواق على بيانات قطاع العمالة والتضخم الأمريكي، وهي البيانات التي يلجأ إليها البنك الفيدرالي لتقييم أداء الاقتصاد الأمريكي واتخاذ قرار الفائدة وفقاً لذلك.
توقعات الأسواق حالياً تشير إلى احتمال بنسبة 90% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه القادم، بينما الاحتمال الآخر بنسبة 10% أن يبقي البنك الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير.
هذا وقد أظهر مسح رسمي للقطاع الصناعي في الصين أكبر مستهلك للذهب توسع في أكتوبر للمرة الأولى في ستة أشهر، وهو ما يدعم تفاؤل الأسواق بأن التحفيز الجديد الأخير من قبل الحكومية الصينية سيعيد الاقتصاد إلى مساره الصحيح، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على الطلب على الذهب وبالتالي ترتفع أسعاره.
لا تزال التوقعات إيجابية بشكل كبير بالنسبة للذهب وقد يستمر الاتجاه الصاعد حتى تتأكد الأسواق من نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية، إلى جانب معرفة قرار البنك الفيدرالي بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية.