استقرت تداولات الذهب العالمي خلال جلسة اليوم الخميس في ظل تقييم الأسواق للبيانات الاقتصادية التي صدرت يوم أمس عن الاقتصاد الأمريكي، وأظهرت استمرار التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذي قد يؤثر على تحركات أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.4% ليسجل أعلى مستوى عند 2646 دولار للأونصة وكان قد سجل أدنى مستوى اليوم عند 2620 دولار للأونصة بينما قد افتتح تداولات اليوم عند 2637 دولار للأونصة.
أشارت أحدث بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي إلى بقاء التضخم أعلى من مستهدف البنك عند 2%، كما صاحب القراءة بيانات الناتج المحلي الإجمالي التي أظهرت نموًا ثابتًا في الربع الثالث، فضلاً عن بيانات مطالبات البطالة الأسبوعية الأقوى قليلاً من المتوقع.
البيانات الأمريكية لم تؤثر بشكل كبير على تحركات الذهب ولكنها زادت من التوتر وعدم اليقين بشأن مستقبل السياسة النقدية للبنك الفيدرالي وتحركات أسعار الفائدة، وقد ارتفعت توقعات الأسواق بشأن قيام البنك الفيدرالي بخفض الفائدة 25 نقطة أساس في ديسمبر القادم لتصل إلى احتمال بنسبة 68% مع احتمال آخر بنسبة 32% أن يبقي أسعار الفائدة دون تغيير.
كما ساهم عدم اليقين بشأن رئاسة دونالد ترامب إلى التوتر الحالي، نظرًا لأنه من المتوقع أن يوزع المزيد من السياسات التوسعية والتعريفات التجارية التي ستدفع التضخم إلى الارتفاع.
من المتوقع أن يحد هذا الاتجاه من دورة تخفيف السياسة النقدية التي بدأها البنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر الماضي عندما خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس دفعة واحدة واتبعها بخفض آخر في الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في نوفمبر. وقد يعمل البنك الفيدرالي إلى ابطاء تخفيضات أسعار الفائدة إلى مرة واحدة كل ربع سنة في عام 2025.
بدأ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب التهديدات هذا الأسبوع بأن أشار أنه سيقوم برفع التعريفات الجمركية المفروضة على واردات الصين بنسبة 10% وعلى الواردات من كل من كندا والمكسيك إلى 25%، الأمر الذي تسبب في مخاوف بشأن مستقبل التضخم خلال فترة رئاسته.
يُنظر إلى الذهب باعتباره استثمارًا آمنًا خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي أو الجيوسياسي، بما في ذلك الحروب التجارية. إلا أنه عانى من تراجع بشكل عام خلال تداولات الأسبوع بسبب أنباء وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحزب الله في لبنان مما يحد من الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق.
ولكن ستكون المحصلة النهائية هي استقرار تداولات الذهب بسبب تراجع الدولار الأمريكي من أعلى مستوياته في عامين مقابل العملات الرئيسية، الأمر الذي يحد من خسائر الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما.
الجدير بالذكر أن الذهب شهد انخفاض خلال شهر نوفمبر بنسبة 3.5% وسجل خلاله أدنى مستوى في شهرين عند 2536 دولار للأونصة، بينما قد نشهد هدوء في التداولات خلال جلسة اليوم بسبب عطلة الأسواق الأمريكي احتفالا بعيد الشكر.
أما عن الطلب الفعلي على الذهب فقد عاد إلى الارتفاع خلال الأسبوع المنتهي في 22 نوفمبر وفقاً لما أعلن عنه مجلس الذهب العالمي، ليظهر أن التدفقات الواردة إلى صناديق الاستثمار العالمية المدعومة بالذهب قد ارتفعت خلال الأسبوع الماضي بمقدار 3.4 طن ذهب.
يأتي هذا بعد تراجع كبير في التدفقات النقدية إلى الصناديق خلال الأسبوع السابق بمقدار – 23.6 طن ذهب، بسبب خروج تدفقات كبيرة من صناديق الاستثمار في منطقة أوروبا وآسيا بحثا عن استثمارات مرتفعة العائد.