استطاع سعر الذهب العالمي أن يسجل اليوم أعلى مستوى له منذ أكثر من شهر خلال تداولات اليوم قبل أن يشهد بعض التراجع بسبب عمليات البيع لجني الأرباح، وذلك بعد أن وجد الدعم من بيانات التضخم الأمريكية التي صدرت يوم أمس والتي زادت من التوقعات أن البنك الفيدرالي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة.
افتتح سعر أونصة الذهب العالمي تداولات اليوم الخميس عند المستوى 2717 دولار للأونصة ليسجل أعلى مستوى منذ أكثر من شهر عند 2726 دولار للأونصة وكان قد سجل أدنى مستوى عند 2700 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن ارتفع الذهب لأربع جلسات متتالية ليتمكن من الاستقرار فوق المستوى 2700 دولار للأونصة، ليواجه حالياً منطقة المقاومة حول المستوى 2720 دولار للأونصة.
صدرت يوم أمس بيانات مؤشر أسعار المستهلكين عن الولايات المتحدة الأمريكية لشهر نوفمبر، وهو مؤشر التضخم الرئيسي في البلاد ليظهر ارتفاع لأعلى مستوى منذ 7 أشهر ولكنه جاء موافق للتوقعات، ليساعد هذا على ارتفاع سعر الذهب بنسبة 0.9% خلال تداولات الأمس.
تسببت بيانات التضخم في تزايد التوقعات أن البنك الفيدرالي سيقوم بخفض جديد في أسعار الفائدة خلال اجتماعه الأسبوع القادم، لتضع الأسواق احتمال بنسبة 98% لخفض 25 نقطة أساس.
ولكن مكاسب الذهب تعطلت بسبب تحسن شهية المخاطرة، حيث ارتفعت مؤشرات وول ستريت أيضًا على خلفية احتمال خفض أسعار الفائدة في الأمد القريب.
كما حدت مرونة الدولار من ارتفاع الذهب حيث فضل المتداولون الدولار وسط شكوك متزايدة بشأن التوقعات طويلة الأجل للتضخم وأسعار الفائدة، بسبب حقيقة أن التضخم عند أقوى مستوى له في سبعة أشهر، وهو الاتجاه الذي من المتوقع أن يجعل البنك الاحتياطي الفيدرالي حذرًا بشأن المزيد من التيسير النقدي خلال العام القادم.
ينصب التركيز الآن على بيانات مؤشر أسعار المنتجين المقرر صدورها في وقت لاحق اليوم، والتي تأتي قبل أيام فقط من الاجتماع الأخير للبنك الاحتياطي الفيدرالي لهذا العام. وسوف يتم مراقبة توقعات البنك الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة عن كثب، وسط رهانات متزايدة على أنه سيتبنى وتيرة أبطأ من التيسير في عام 2025.
بشكل عام شهدنا ارتفاعًا جيدًا في الذهب بسبب عوامل مختلفة هذا الأسبوع، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية، واستئناف الصين مشتريات الذهب، وبيانات التضخم يوم أمس الذي كان متوافقًا مع التوقعات. ليظل السيناريو الحالي داعم لأسعار الذهب حتى اجتماع البنك الفيدرالي، والتراجع الطفيف الذي شاهدناه اليوم هو مجرد جني للأرباح.
في الوقت نفسه قام البنك المركزي الكندي يوم أمس بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو ما فعله البنك المركزي السويسري أيضاً اليوم من المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس على الأقل.
عمليات خفض الفائدة من قبل البنوك المركزية العالمية تعد أمر إيجابي لأسعار الذهب العالمي الذي يستفاد من تراجع تكلفة الفرصة البديلة مع انخفاض أسعار الفائدة كونه لا يقدم عائد لحائزيه.
هذا وقد أظهر مجلس الذهب العالمي إجماع السوق أن المتغيرات الاقتصادية الكلية مثل الناتج المحلي الإجمالي، العائدات، والتضخم، ستؤدي إلى نمو معتدل للذهب في عام 2025. قد يدفع هذا النمو الطلب المتزايد من البنوك المركزية أو تدهور الأوضاع المالية بسرعة، مما يؤدي إلى تحول رؤوس الأموال نحو الأصول الآمنة مثل الذهب.
ومع ذلك يرى مجلس الذهب العالمي إن تغيير السياسات النقدية وارتفاع أسعار الفائدة قد يشكل تحديات، بينما تلعب الصين دورًا محوريًا في سوق الذهب، بالرغم من التحفظ الذي يظهره المستهلكون بينما يدعم المستثمرون السوق.