شهد سعر الذهب العالمي والمحلي تراجع خلال تداولات اليوم الأربعاء وذلك بعد أن قرر البنك الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة للاجتماع الثالث على التوالي، ليتماشى مع توقعات السوق بينما أظهرت توقعات أعضاء البنك ارتفاع في معدل التضخم قد يوقف سلسلة خفض أسعار الفائدة.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض خلال تداولات اليوم الأربعاء بنسبة 1.1% ليسجل أدنى مستوى منذ أسبوعين عند 2615 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2646 دولار للأونصة.
بينما سجل الذهب المحلي عيار 21 انخفاض اليوم ليتداول حالياً عند المستوى 3763 جنيه للجرام بعد ان افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3790 جنيه للجرام.
خفض البنك الفيدرالي الأمريكي معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه الذي استمر يومين، لتصل الفائدة إلى نطاق 4.50% – 4.75% بما يتماشى مع توقعات السوق، ويكون البنك بذلك خفض الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس منذ أن بدأ في عمليات خفض الفائدة في سبتمبر الماضي.
وأظهر بيان البنك الفيدرالي أن مؤشرات النمو الأخيرة تظهر استمرار نمو الاقتصاد بشكل ثابت في ظل تحسن قطاع العمالة بشكل عام، وأن البنك أظهر تقدم في عملية الوصول بالتضخم إلى المستوى المستهدف عند 2%، ولكن لا يزال التضخم مرتفعاً حالياً.
هذا ويرى البنك الفيدرالي أن هناك حالة من التوازن بالنسبة للمخاطر التي تواجه أهداف البنك المتعلقة بالنمو والتضخم، وأن هناك حالة من عدم التأكد فيما يتعلق بالتوقعات الاقتصادية.
وكرر البنك الفيدرالي في بيانه أنه سيواصل مراقبة التغيرات في البيانات الاقتصادية الصادرة وأثرها على التوقعات الاقتصادية، وأن البنك مستعداً لتعديل سياسته النقدية بشكل مناسب في حال تزايدت المخاطر بشكل يعوق أهداف البنك.
أما عن مخطط النقاط الصادر عن البنك الفيدرالي والذي يمثل توقعات أعضاء البنك فيما يتعلق بالمؤشرات الاقتصادية الرئيسية ومستقبل أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة، فقد أظهر استقرار توقعات التضخم عند المستوى 2.4% خلال عام 2024 بعد أن كانت التوقعات السابقة لأعضاء البنك عند 2.3%.
خلال عام 2025 توقع أعضاء الفيدرالي ارتفاع التضخم إلى 2.5% وكانت توقعاتهم السابقة تشير إلى 2.1%.
كما أظهرت توقعات أعضاء البنك الفيدرالي استقرار الفائدة الأمريكية عند 4.4% خلال عام 2024 دون تغير عن توقعاتهم الأخيرة، بينما قاموا برفع توقعاتهم للفائدة خلال 2025 لتصل إلى 3.9% بعد أن كانت عند 3.4%.
تسببت هذه التوقعات في دفع أسعار الذهب العالمي إلى التراجع بنسبة 1%، وذلك لأن رفع توقعات التضخم والفائدة يدل أن البنك الفيدرالي سيؤجل من قرارات خفض الفائدة، وهو ما يتسبب في زيادة تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه، وبالتالي كان له تأثير سلبي على سعر الذهب.
من جهة أخرى ارتفع الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الرئيسية ليسجل أعلى مستوى منذ شهر، الأمر الذي أثر بالسلب على أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما منذ كون الذهب سلعة تسعر بالدولار. أما عن الذهب المحلي فقد وسع خسائره خلال تداولات اليوم بسبب التأثير السلبي لانخفاض سعر الذهب العالمي، وذلك على الرغم من عودة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك المصرية إلى الارتفاع التدريجي خلال تداولات اليوم.