استقرت أسعار الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الاثنين مع بداية تداولات الأسبوع ليتداول بالقرب من أعلى مستوياته التاريخية التي سجلها الأسبوع الماضين، وذلك مع ترقب الأسواق بشأن مستقبل أوضاع الاقتصاد العالمي والحرب التجارية الحالية التي تسببت في عدم يقين في الأسواق نتج عنه اقبال كبير على الذهب كملاذ آمن.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض بنسبة 0.2% ليفتتح تداولات اليوم عند المستوى 3226 دولار للأونصة ويتداول حالياً عند المستوى 3231 دولار للأونصة وكان قد سجل اعلى مستوى عند 3245 دولار للأونصة وهو اعلى مستوى تاريخي كان قد سجله الذهب.
تحسن أداء الأسواق المالية مع بداية الأسبوع حيث ارتفعت معظم الأسهم الآسيوية، كما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية أيضًا في التعاملات الآسيوية.
يأتي هذا مع تحسن شهية المخاطرة بعد أن أكد البيت الأبيض خلال عطلة نهاية الأسبوع أن السلع الإلكترونية لن تدرج في الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على الصين بنسبة 145%. وتسببت هذه الخطوة في بعض الراحة للشركات الأمريكية الكبرى ذات التعاملات التجارية الكبيرة مع الصين.
نتيجة لهذا توقف الذهب عن الارتفاع مع بداية الأسبوع بعد أن سجل ارتفاعات قياسية خلال الجلسات الأخيرة، ليتداول بشكل عرضي بالقرب من أعلى مستوياته التي سجلها من قبل بسبب تراجع الطلب على الملاذ الآمن بعض الشيء.
بالرغم من هذا قلل الرئيس الأمريكي ترامب من أهمية فكرة اعفاء السلع الالكترونية من الرسوم الجمركية، وصرح بأن الواردات الإلكترونية ستظل خاضعة لرسوم بنسبة 20%، وأنه يستعد للإعلان عن رسوم جمركية منفصلة على الإلكترونيات قريبًا.
تسببت هذه التعليقات من ترامب افي بقاء لمستثمرين في حالة ترقب وقلق بشأن فرض المزيد من الرسوم الجمركية، خاصة مع دخول الصين والولايات المتحدة في جولة متوترة من الرسوم الجمركية الأسبوع الماضي.
فقد أعلنت الصين عن رسوم جمركية انتقامية بنسبة 125% ضد الولايات المتحدة ردًا على خطوة ترامب الأخيرة، ولم تظهر أي نية للتراجع، هذا بالإضافة إلى قيام الصين بالتواصل مع شركاء تجاريين آخرين لتحسين التجارة الثنائية.
الأسواق تتوقع بنسبة لا تقل عن 50% حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية خلال هذا العام بسبب التوترات التجارية والتي سينتج عنها عدم استقرار في سلاسل التوريد العالمية، وقد ساعد هذا الذهب على الارتفاع بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة.
بالإضافة إلى هذا تواجه الولايات المتحدة أزمة أخرى متمثلة في التراجع الكبير في مستويات الدولار الأمريكي الذي يتداول عند أدنى مستوياته منذ 3 سنوات، بالإضافة إلى انخفاض أسعار السندات الحكومية الأمريكية مع ضعف الإقبال عليها، مما دفع العوائد عليها إلى الارتفاع بهدف جذب المستثمرين.
ساعدت هذه العوامل أيضاً على دفع الذهب إلى الارتفاع كملاذ آمن في الأسواق، خاصة بعد بيانات التضخم الأمريكية الأخيرة التي شهدت تراجع غير متوقع في شهر مارس، مما زاد من توقعات الأسواق بأن يخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة هذا العام، وهو الأمر الإيجابي أيضاً بالنسبة لأسعار الذهب.
هذا وقد رفعت مؤسسة جولدمان ساكس المالية توقعات سعر الذهب بنهاية عام 2025 من 3300 دولار للأونصة إلى 3700 دولار للأونصة، مع نطاق متوقع يتراوح بين 3650 و3950 دولار، لتشير إلى طلب أقوى من المتوقع من البنوك المركزية وارتفاع تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة بسبب مخاطر الركود.
وأشار البنك أنه في حال حدوث ركود قد تتسارع تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة بشكل أكبر، مما يرفع أسعار الذهب إلى 3880 دولارًا للأونصة بحلول نهاية العام.