ارتفع سعر الذهب العالمي يوم الجمعة مع إقبال المستثمرين على شرائه بعد يوم من وصول أسعاره إلى أدنى مستوى لها في أسبوعين وسط انحسار التوترات التجارية، بينما ينتقل تركيز الأسواق إلى تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي المقرر صدوره في وقت لاحق من اليوم.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.6% ليسجل أعلى مستوى عند 3263 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 3239 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3258 دولار للأونصة.
يأتي هذا الارتفاع بعد انخفاض استمر 3 جلسات متتالية ليصل الذهب إلى أدنى مستوى منذ أسبوعين عند 3201 دولار للأونصة، بينما يقبل الذهب على تسجيل انخفاض هذا الأسبوع بنسبة 1.9% وهو أكبر انخفاض أسبوعي منذ شهر فبراير الماضي.
هناك تراجع في التوترات المتعلقة بالرسوم الجمركية الأمريكية حيث تحسن الوضع قليلاً وهو الأمر الذي دفع سعر الذهب إلى التراجع خلال الأيام الماضية، ولكن لا تزال هناك الكثير من الشكوك بشأن مسار التجارة العالمي لذا سيظل الذهب هو الخيار المفضل لدى المستثمرين.
بالإضافة إلى هذا يرى العديد من المستثمرين أن كل انخفاض في سعر الذهب هو فرص جديدة للشراء، وإذا شاهدنا انخفاض للذهب إلى المستوى 3000 دولار للأونصة فقد نشهد طلب شرائي كبير عن هذا المستوى.
هذا وقد صرحت وزارة التجارة الصينية بأن بكين تدرس عرضًا من واشنطن لإجراء محادثات بشأن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنسبة 145%، لتشير الصين أن أي حوار يجب أن يقوم على الصدق وإزالة الرسوم الجمركية أحادية الجانب.
يأتي هذا بعد أن تراجعت المخاوف والتوترات في الأسواق المالية هذا الأسبوع بعد أن قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوقيع أمرين يوم الثلاثاء لتخفيف آثار الرسوم الجمركية على السيارات.
وقد أدى ذلك إلى زيادة الإقبال على المخاطرة وانخفاض الطلب على أصول الملاذ الآمن مثل الذهب لتتراجع أسعاره خلال الأسبوع بعد أن سجلت مؤخرًا مستويات تاريخية عند 3500 دولار للأونصة وسط تصاعد حالة عدم اليقين العالمية.
انخفض مؤشر الدولار الأمريكي اليوم بنسبة 0.3% مما ساعد الذهب على التعافي والارتفاع، وذلك قبل صدور بيانات تقرير الوظائف الأمريكي للقطاع الغير زراعي والذي يعد أهم التقارير عن الاقتصاد الأمريكي والتي يعتمد عليها البنك الاحتياطي الفيدرالي في رسم سياسته النقدية.
يذكر أن البيانات الأخيرة الخاصة بالناتج المحلي الإجمالي الصادرة في وقت سابق من هذا الأسبوع قد أظهرت انكماشًا غير متوقع للاقتصاد الأمريكي في الربع الأول، هذا بالإضافة إلى تراجع في معدلات التضخم وانخفاض في اعداد وظائف القطاع الخاص الأمريكي، الأمر الذي يزيد من التوقعات أن البنك الفيدرالي في طريقه إلى خفض الفائدة مجدداً، وقد تحسم بيانات الوظائف اليوم هذا الأمر.
أبلغت البنوك المركزية العالمية عن صافي مشتريات بلغ 17 طنًا في شهر مارس حيث لا يزال الطلب قويًا مع نهاية الربع الأول من العام، فقد بلغ إجمالي المبيعات 18 طنًا لتتخطاها مشتريات البنوك.
ومن الجدير بالذكر أن البنك المركزي البولندي كان أكبر مشتري صافي في مارس بمقدار 16 طن يليه البنك المركزي الكازاخستاني بمقدار 11 طن، بينما بلغت مشتريات البنك المركزي الصيني 3 طن.