استطاع الذهب العالمي أن ينهي تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع بعد أن شهد أسبوعين متتاليين من الهبوط، فقد عاد الطلب إلى التزايد على الذهب كملاذ آمن ولكن بشكل معتدل مقارنة بالفترة السابقة، وذلك وسط حذر حالي في الأسواق فيما يتعلق بالاتفاقات التجارية التي تناقشها الإدارة الأمريكية حالياً.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.6% ليسجل اعلى مستوى في أسبوعين عند 3435 دولار للأونصة وكان قد افتتح تداولات الأسبوع عند 3238 دولار للأونصة لينهي التداولات عند المستوى 3325 دولار للأونصة.
ارتفاع الذهب خلال الأسبوع الماضي مكنه من أن يمحي خسائر الأسبوع السابق لتستقر تداولات الذهب فوق المستوى 3300 دولار للأونصة الذي يعتبر حد فاصل بين صعود السعر وهبوطه خلال الفترة الحالية.
تركيز أسواق الذهب حالياً على الاتفاقات التي تتخذها الإدارة الأمريكية مع الدول الأخرى فيما يتعلق بسياستها التجارية، فقد وقعت الولايات المتحدة اتفاقية تجارية مع بريطانيا خلال الأسبوع الماضي ساعدت على عودة بعض التفاؤل إلى السوق وزادت من الإقبال على المخاطرة، ولكن الذهب استطاع الاحتفاظ بمكاسبه بسبب الحذر المتعلق بالاتفاق الأهم بين الولايات المتحدة والصين.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن فرض رسوم جمركية بنسبة 80% على البضائع الصينية “يبدو قرارًا صائبًا”، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه الدولتين لمحادثات نهاية الأسبوع في محاولة لإنهاء حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
استمرار حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية لا يزال هو الدافع الأهم وراء ارتفاع أسعار الذهب، ربما الأسواق قد قللت من توقعاتها بشأن ارتفاع كبير للذهب حالياً مقارنة مع الأشهر الماضي ولكن حتى الآن لا توجد توقعات صريحة بهبوط كبير للذهب.
قام البنك الاحتياطي الفيدرالي خلال الأسبوع الماضي بتثبيت أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه ليشير أنه قد حان الوقت لترك السياسة النقدية ثابتة لبعض الوقت، مما قلل من فرص خفض الفائدة وبالتالي دفع الدولار إلى التعافي ليؤثر سلبا على مستويات الذهب.
من ناحية أخرى صرح رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول عقب قرار البنك، أنه إذا استمر الارتفاع الكبير في التعريفات الجمركية التي تم الإعلان عنها فسنرى ارتفاع كبير في التضخم وتراجع في عمليات التوظيف.
كما صرح مايكل بار محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي بأن سياسات ترامب التجارية ستؤدي على الأرجح إلى ارتفاع التضخم وخفض النمو، وزيادة البطالة في وقت لاحق من هذا العام، مما يضع صانعي السياسات أمام قرار قد يكون صعب بشأن المشكلة التي يجب مواجهتها.
هذا وقد أعلن البنك المركزي الصيني أن احتياطي الذهب لديه قد ارتفع في نهاية أبريل بمقدار 2.18 طن تقريباً مقارنة بالشهر السابق مما يمثل الشهر السادس على التوالي من عمليات شراء الذهب من قبل المركزي الصيني.
وبالنسبة لصناديق الاستثمار المتداول المدعومة للذهب فقد أعلن عن ارتفاع التدفقات النقدية خلال الأسبوع المنتهي في 25 ابريل بمقدار 15.5 طن ذهب وهو ارتفاع للتدفقات للأسبوع الـ 13 على التوالي وفقاً لبيانات مجلس الذهب العالمي.