انخفضت أسعار الذهب مع بداية تداولات الأسبوع بعد أن أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إحراز تقدم في اتفاقيات تجارية متعددة، وأعلن عن تمديد إعفاءات الرسوم الجمركية لعدة دول، مما أدى إلى تراجع الطلب على الذهب الذي يعد ملاذ آمن.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.8% ليسجل ادنى مستوى عند 3300 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عن المستوى 3341 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3310 دولار للأونصة.
يأتي انخفاض الذهب اليوم بعد ان استطاع أن يسجل ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.9% بعد أن شهد أسبوعين متتاليين من التراجع، ليبدأ هذا الأسبوع على تراجع إلى المتوسط المتحرك لـ 50 يوم.
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأحد بأن الولايات المتحدة على وشك الانتهاء من عدة اتفاقيات تجارية في الأيام المقبلة، وستخطر الدول الأخرى برسوم جمركية أعلى بحلول 9 يوليو، على أن تدخل الرسوم الجمركية الأعلى حيز التنفيذ في 1 أغسطس.
سبب هذا الإعفاء قصير الأجل من الولايات المتحدة في زيادة التخلي عن استثمارات الملاذ الآمن مما دفع الذهب إلى التراجع، خاصة مع تعافي في مستويات الدولار الأمريكي الذي حافظ على معظم مكاسب الأسبوع الماضي عقب بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية التي جاءت أقوى من المتوقع، ليزيد من الضغط السلبي على الذهب في ظل العلاقة العكسية بينهما.
في أبريل الماضي أعلن ترامب عن فرض رسوم جمركية أساسية بنسبة 10% على معظم الدول، مع رسوم إضافية تصل إلى 50%، قبل تأجيل تاريخ سريان جميع هذه الرسوم باستثناء 10% منها حتى 9 يوليو، مما ويمنح التاريخ الجديد مهلة لمدة ثلاثة أسابيع.
بالإضافة إلى هذا صرح ترامب بأن الولايات المتحدة ستفرض رسومًا جمركية إضافية بنسبة 10% على الدول التي تؤيد السياسات المعادية لأمريكا ومجموعة دول البريكس، دون توضيح أو تفصيل بشأن السياسات المعادية لأمريكا.
الجدير بالذكر أن تهديدات ترامب لم تساهم كثيرًا في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، نظرًا لأن تمديده للموعد النهائي يؤخر تأثير الرسوم التجارية على الأسواق. الجدير بالذكر أيضاً أن واشنطن لم توقع سوى عدد قليل من الصفقات التجارية تحديدًا مع المملكة المتحدة والصين وفيتنام منذ أبريل، الأمر الذي ينكر إلى حد كبير ادعاءات ترامب بإبرام 90 صفقة تجارية على الأقل خلال 90 يومًا.
من جهة أخرى نجد أن المخاوف من التضخم الناجم عن الرسوم الجمركية الأمريكية قد أدى إلى توقعات بتباطؤ تخفيضات أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي. لتظهر توقعات الأسواق أن المتداولين لم يعودوا يتوقعون خفضًا من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر، ليصل إجمالي التوقعات إلى تخفيضين فقط بمقدار ربع نقطة مئوية بحلول نهاية العام.
تقرير التزامات المتداولين المفصل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 24 يونيو، أظهر انخفاض في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار – 4509 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، بينما ارتفعت عقود البيع بمقدار 1135 عقد.
ويعكس التقرير الذي يغطي الفترة السابقة تراجع في الطلب على المضاربة على الذهب في ظل التغير الحالي في الضغوط الجيوسياسية وانتقال الاهتمام إلى أزمة التعريفات الجمركية والاتفاقيات التجارية المتوقع.