تراجعت أسعار الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الأربعاء بعد أن وصلت إلى أعلى مستوى لها في أكثر من أسبوعين، حيث أثارت محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقالة أحد محافظي الاحتياطي الفيدرالي مخاوف متجددة بشأن استقلالية البنك المركزي.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أدنى مستوى عند 3373 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3390 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3383 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن ارتفع سعر الذهب يوم أمس ليسجل أعلى مستوى منذ أسبوعين تقريباً عند المستوى 3393 دولار للأونصة خلال تداولات الأمس ليقترب أكثر من المستوى 3400 دولار للأونصة والذي يسجل المستهدف على المدى القصير ثم المستوى 3435 دولار للأونصة.
وكان الذهب قد ارتفع في البداية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أواخر يوم الاثنين الماضي عن إقالة ليزا كوك محافظة الاحتياطي الفيدرالي من منصبها فورًا بسبب مزاعم احتيال في الرهن العقاري.
تراجع الدولار بعد خطوة ترامب الأمر الذي حقق استفادة لأسعار المعادن ككل على نطاق أوسع، ليزيد ذلك من مكاسب الذهب أيضاً بشكل كبير في ظل العلاقة العكسية مع الدولار وبسبب ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن بسبب شكوك بشأن استقلال البنك الاحتياطي الفيدرالي.
يمكن اعتبار التراجع اليوم في أسعار الذهب العالمي عبارة عن عمليات بيع لجني الأرباح من قبل المتداولين خاصة بعد ان سجل أعلى مستوى منذ أسبوعين، وذلك بسبب تعافي مستويات الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الرئيسية بنحو 0.3% مما يقلل من جاذبية الذهب لحاملي العملات الأخرى.
استطاع الدولار الأمريكي استعادة خسائره بينما استقرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وسط الجدال السائد بين الرئيس دونالد ترامب ومحافظة الفيدرالي ليزا كوك، التي أشارت أن ترامب لا يملك صلاحية لإقالتها وأنها لن تتقدم باستقالاتها.
محاولات ترامب لإقالة كوك أثارت مخاوف أوسع نطاقًا بشأن التدخل السياسي في البنك الاحتياطي الفيدرالي، الذي لطالما حافظ على استقلاليته عن الحكومة. وكان ترامب قد هدد في وقت سابق من هذا العام بإقالة رئيسه جيروم باول، الذي انتقده مرارًا وتكرارًا لعدم خفضه أسعار الفائدة أكثر.
ينتقل التركيز الآن إلى مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، والمقرر صدوره يوم الجمعة للحصول على المزيد من المؤشرات حول مسار أسعار الفائدة بعد تصريحات باول الحذرة في ندوة جاكسون هول الأسبوع الماضي.
تضع الأسواق الآن احتمالًا بنسبة 87% لخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي في 17 سبتمبر، بعد أن كانت هذه التوقعات قد تراجعت إلى 75% خلال الأسبوع الماضي قبل تصريحات رئيس الفيدرالي التي زادت من التوقعات بخفض الفائدة في اجتماعه القادم.
أعلن مجلس الذهب العالمي عن أول انخفاض في التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، وذلك خلال الأسبوع المنتهي في 22 أغسطس بعد أن شهد أسبوعين من الارتفاع.
انخفض صافي التدفقات النقدية الداخلة والخارجة من الصناديق بمقدار – 5.2 طن ذهب، ليأتي الانخفاض بقيادة الصناديق في أمريكا الشمالية التي سجلت انخفاض بمقدار – 9.9 طن من الذهب.