استقرت أسعار الذهب بشكل كبير خلال تداولات اليوم الخميس بعد تراجعها عن مستويات قياسية، حيث أثر ارتفاع الدولار وإشارات الاحتياطي الفيدرالي الحذرة على جاذبية الذهب بينما تترقب الأسواق صدور بيانات أمريكية هامة.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.6% ليسجل اعلى مستوى عند 3759 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3739 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3757 دولار للأونصة.
ارتفاع سعر الذهب اليوم يأتي بعد انخفاض يوم أمس بمقدار 0.7% تسبب في ابتعاد السعر عن أعلى مستوى تاريخي سجله يوم الثلاثاء عند 3791 دولار للأونصة، ليعود اليوم إلى تقليص معظم خسائر الأمس الأمر الذي يدل على استمرار زخم الصعود لدى الذهب.
من جهة أخرى استطاع الدولار الأمريكي الارتفاع لليوم الثاني على التوالي الأمر الذي زاد من الضغط السلبي على الذهب ودفعه إلى التراجع بشكل تدريجي، وذلك في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما، ولكن توقف الدولار عن الارتفاع مع بداية الجلسة الأوروبية اليوم الأمر الذي يعيد الذهب إلى الأداء الإيجابي.
قد يعكس ارتفاع سعر الذهب التوقعات بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي يعتزم تحفيز الاقتصاد الأمريكي، في ظل إعادة تركيزه على سوق العمل بشكل أساسي، بالرغم من تحذيره من وضع التضخم وتأثير ذلك على توقعات أسعار الفائدة.
صرح رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الثلاثاء بأنه لا يوجد مسار خالٍ من المخاطر للسياسة النقدية، محذرًا من مخاطر خفض أسعار الفائدة بسرعة كبيرة أو ببطء شديد. كما أعربت ماري دالي رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ومسؤولون آخرون عن نفس النبرة الحذرة، مؤكدين أن تخفيف السياسة النقدية سيعتمد على البيانات الواردة قبل كل اجتماع.
يترقب المستثمرون سلسلة من التقارير الاقتصادية الأمريكية هذا الأسبوع، والتي من المتوقع أن تقدم إشارات أوضح حول ما إذا كان البنك الفيدرالي الأمريكي سيمضي قدمًا في تخفيضات أخرى لأسعار الفائدة هذا العام.
يذكر ان خفض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين.
اليوم تصدر بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية وهي بيانات تعبر عن أداء قطاع العمالة الأمريكي بشكل أسبوعي، كما سيصدر التقدير الحكومي الثاني للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني اليوم.
كما ينتظر المستثمرون تقرير مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، وهو مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، وسيصدر يوم غد الجمعة. ولكن من غير المتوقع أن تؤثر بيانات التضخم بشكل كبير على الذهب إلا إذا كانت مرتفعة بشكل استثنائي، نظراً لاهتمام البنك الفيدرالي الواضح بدعم قطاع العمالة ودعم النمو الاقتصادي.
هذا وتتوقع الأسواق على نطاق واسع خفضين إضافيين لأسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي بمقدار 25 نقطة أساس لكل خفض هذا العام في أكتوبر وديسمبر.