شهد الذهب العالمي ارتفاع قياسي جديد يوم الاثنين مع بداية تداولات الأسبوع، مدفوعًا بالطلب على الملاذ الآمن وسط تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بينما قفزت الفضة أيضًا إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 1.3% ليسجل اعلى مستوى تاريخي جديد عند 4078 دولار للأونصة وذلك بعد ان افتتح تداولات اليوم عند المستوى 4017 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 4070 دولار للأونصة.
ساعد الاغلاق الإيجابي للذهب خلال الأسبوع الماضي فوق المستوى النفسي 4000 دولار للأونصة على استكمال الارتفاع مع بداية الأسبوع الجديدة ليستمر في تسجيل مستويات قياسية فوق هذا المستوى محققاً ارتفاع منذ بداية العام بنسبة 55%.
يأتي هذا الارتفاع في مستويات الذهب بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية إلى الولايات المتحدة، وأعلن عن ضوابط تصدير جديدة على برامج الكمبيوتر المهمة بحلول الأول من نوفمبر، ردًا على القيود الصينية على العناصر الأرضية النادرة والمعدات، والتي دافعت عنها بكين يوم الأحد باعتبارها مبررة، لكنها لم تفرض رسومًا إضافية على السلع الأمريكية.
ردت بكين على تصريحات ترامب بقولها إنها لا تخشى حربًا تجارية، وستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها. وزاد هذا الموقف الحازم من المخاوف بشأن تجدد التصعيد في التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى أصول الملاذ الآمن، بما في ذلك الذهب.
خفف ترامب من حدة لهجته خلال عطلة نهاية الأسبوع، داعيًا الأسواق إلى عدم القلق بشأن الصين، ومشيرًا إلى أن واشنطن لا تخطط لتصعيد فوري. ساهم هذا التحول في تهدئة بعض التوترات، لكن المتداولين ظلوا حذرين من التحولات السياسية غير المتوقعة من جانب البيت الأبيض.
الجدير بالذكر أن التطورات في الشرق الأوسط كانت مؤخرًا بمثابة عامل لتهدئة ارتفاع سوق الذهب، ولكننا نشهد الآن عودة ظهور المخاطر بسبب تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ارتفاع سعر الذهب منذ بداية العام كان مدفوعًا بالمخاطر الجيوسياسية، إلى جانب شراء البنوك المركزية القوي للذهب، وتدفقات صناديق الاستثمار المتداولة، وتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي، وعدم اليقين الاقتصادي الناجم عن الرسوم الجمركية.
تتوقع الأسواق احتمالية شبه مؤكدة لخفض البنك الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، يليه خفض مماثل في ديسمبر. ومن المقرر أن يلقي رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول كلمة في الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال يوم الثلاثاء، مما قد يقدم مؤشرات جديدة لخفض أسعار الفائدة. ومن المقرر أن يلقي مسؤولون آخرون في الاحتياطي الفيدرالي كلمات طوال الأسبوع.