تجاوزت أسعار الذهب المستوى 4100 دولار للأونصة مسجلةً أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الثلاثاء، مدعومةً بتزايد احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في حين عمل تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين على زيادة الاقبال على الذهب كملاذ آمن.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.7% ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 4179 دولار للأونصة وكان قد افتتح تداولات اليوم عند المستوى 4112 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 4139 دولار للأونصة.
منذ بداية العام ارتفع الذهب بأكثر من 57% ليسجل العديد من المستويات التاريخية الجديدة وذلك بدعم من عمليات شراء البنوك المركزية للذهب وزيادة احتياطاتها بالإضافة إلى زيادة إقبال الصناديق الاستثمارية على شراء الذهب في ظل التوترات الجيوسياسية والتجارية هذا العام.
التوقعات تتزايد أن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في طريقه إلى خفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه القادم هذا الشهر، حيث أن التوترات التجارية ليست المحرك الرئيسي للارتفاع خلال تداولات اليوم، بل تزايد الرهانات على استمرار الاحتياطي الفيدرالي في مسار خفض أسعار الفائدة، وخفض تكاليف التمويل طويل الأجل، مما يؤدي في النهاية إلى خفض تكلفة الفرصة البديلة الأمر الذي يدعم الذهب.
وقد صرحت آنا بولسون رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، بأن تزايد المخاطر على سوق العمل عزز من مبررات المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة الأمريكية. بينما ينتظر المستثمرون خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال اليوم الثلاثاء للحصول على مزيد من المؤشرات على مسار سياسة البنك المركزي.
تتوقع الأسواق الآن احتمالية بنسبة 99% و94% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر وديسمبر على التوالي. ويدفع هذا أسعار الذهب إلى الارتفاع حيث ينتعش المعدن النفيس في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة لأنها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
يذكر أن التوترات قد تصاعدت مع كشف الصين عن ضوابط موسعة على تصدير المعادن النادرة يوم الخميس، مما دفع ترامب إلى التهديد بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على السلع الصينية، وضوابط تصدير مخطط لها على برمجيات أمريكية الصنع اعتبارًا من 1 نوفمبر.
تسبب هذا في ارتفاع الطلب على الذهب كملاذ آمن قبل أن يخفف ترامب من حدة موقفه لاحقًا، ونشر على وسائل التواصل الاجتماعي بعدم القلق بشأن الصين، وأن الولايات المتحدة لا تسعى إلى إلحاق أي ضرر بها.
بينما قد صرح وزير الخزانة سكوت بيسنت أن هناك اجتماع بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ لا يزال مخطط له في وقت لاحق من هذا الشهر في كوريا الجنوبية، مما يشير إلى بوادر أمل في الحوار.
الجدير بالذكر أن بنك أوف أمريكا وسوسيتيه جنرال يتوقعان الآن أن يصل سعر الذهب إلى 5000 دولار للأونصة بحلول عام 2026، بينما رفع ستاندرد تشارترد توقعاته لسعره للعام المقبل إلى 4488 دولار للأونصة.