انتعشت أسعار الذهب مع بداية تداولات اليوم الأربعاء، حيث عززت حالة العزوف عن المخاطرة السائدة في الأسواق المالية العالمية من الطلب على الذهب كملاذ آمن، بينما ينتظر المتداولون بيانات رواتب القطاع الخاص الأمريكي للحصول على مؤشرات حول خفض أسعار الفائدة مستقبلاً.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 1.3% ليسجل أعلى مستوى عند 3987 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 3937 دولار للأونصة ليتداول السعر حالياً عند المستوى 3981 دولار للأونصة.
يأتي ارتفاع سعر الذهب العالمي اليوم بعد ان تراجع يوم أمس إلى أدنى مستوياته في أسبوع تقريباً، لتظل التداولات تحت المستوى النفسي 4000 دولار للأونصة الذي كون الذهب حوله قاعدة سعرية مؤخراً.
تشهد أسواق الأسهم العالمي تزايد في التوترات بعد أن أشار الرئيسان التنفيذيان لمورغان ستانلي وغولدمان ساكس إلى احتمال انخفاض حاد في سوق الأسهم، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الأسهم بشكل كبير مقارنة بقيمتها الحقيقية أو الأساسية بمعني أن أسعار كثير من الشركات أصبحت أعلى من قيمتها المنطقية.
أيضا أشار مسئولا البنكان أن هناك سلوك في الأسواق يشبه فقاعة للأسعار وخاصة أسعار أسهم التكنولوجيا، أي أن الارتفاع الحالي في أسعار أسهم التكنولوجيا يشبه ما يحدث عندما تتكون فقاعة مالية، حيث ترتفع الأسعار بسرعة وبمبالغة لأن المستثمرين يشترون بكثرة بدافع الحماس أو التوقعات المستقبلية، وليس بناءً على أساسيات قوية.
أدت تصريحاتهم إلى خسائر حادة في بورصة وول ستريت خلال الليل، مما دفع الأسهم الآسيوية إلى الانخفاض مع بداية تداولات اليوم الأربعاء. وقد أعاد هذا التوتر الطلب على الذهب إلى الارتفاع باعتباره مخزنًا آمنًا للقيمة في أوقات الأزمات المالية.
هذا ولا يزال الذهب يتعرض لضغط سلبي بسبب تقلص توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال اجتماعه في ديسمبر القادم، وذلك بعد أن أشار رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي إلى أن صانعي السياسات قد يوقفون المزيد من التيسير النقدي.
يتوقع المشاركون في السوق الآن احتمالًا بنسبة 69% لخفض أسعار الفائدة في ديسمبر، بانخفاض عن أكثر من 90% قبل تصريحات بأول، وقد ساعد هذا على ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات الرئيسية، ليتداول حالياً بالقرب من أعلى مستوياته في 3 أشهر التي سجلها يوم أمس.
ارتفاع الدولار وتراجع توقعات خفض الفائدة الأمريكية له تأثير سلبي كبير على أسعار الذهب العالمي، وذلك بسبب كون الذهب لا يقدم عائد لحائزيه وبالتالي بقاء الفائدة مرتفعة يقلل يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب ويقلل من الطلب عليه كاستثمار بديل، وفي المقابل يدعم هذا ارتفاع الدولار ليزيد من الضغط السلبي على الذهب في ظل العلاقة العكسية بينهما.
أعلن مجلس الذهب العالمي ان البنوك المركزية أبلغن عن مشتريات صافية من الذهب بلغت 39 طنًا في سبتمبر، لترتفع المشتريات بنسبة 79% على أساس شهري، وهي أعلى نسبة شراء صافية شهرية عام 2025 حتى الآن. ومنذ بداية العام وحتى نهاية سبتمبر قدمت البنوك المركزية صافي مشتريات للذهب بلغت 200 طن.