الفضة تسجل مستوى تاريخياً جديداً وتتجاوز 66 دولاراً للأونصة بمكاسب تفوق 125% في 2025

المصدر : إرم Business

واصلت أسعار الفضة تحقيق مكاسب قوية منذ بداية عام 2025، لتسجل مستوى قياسياً جديداً في تعاملات صباح اليوم الأربعاء، بعدما تجاوزت حاجز 66 دولاراً للأونصة للمرة الأولى في تاريخها، مدعومة بالطلب المتزايد الناتج عن الطفرة العالمية في تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.

وخلال الأسابيع الماضية، خطفت الفضة الأضواء في أسواق المعادن، بعدما انتزعت الصدارة من الذهب في تسجيل الأرقام القياسية، في وقت لا يزال فيه الذهب يتحرك دون قمته التاريخية المسجلة في أكتوبر الماضي. وأسهم هذا التحول في تغيير ملحوظ في شهية المستثمرين، مع قفز سعر الفضة بنحو 30% خلال شهر واحد فقط، بدعم من توقعات واسعة بارتفاع الطلب على المعدن الأبيض في ظل توسع صناعات الرقائق والذكاء الاصطناعي.

وبحسب تقارير حديثة، من المتوقع أن يشهد الطلب على الفضة زيادة كبيرة من قطاعات التكنولوجيا سريعة النمو، مثل الألواح الشمسية، والسيارات الكهربائية، والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي. وسجلت الفضة في أحدث التداولات مستوى 66.27 دولاراً للأونصة، مرتفعة بنحو 4.8% أو ما يقارب 3 دولارات، بحلول الساعة الرابعة صباحاً بتوقيت غرينتش.

وارتفعت أسعار الفضة بنسبة 6.5% خلال خمسة أيام فقط، وبنحو 58% خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. ومنذ بداية العام، قفزت الأسعار بحوالي 126%، بينما تجاوزت مكاسبها 120% على أساس سنوي، متفوقة بفارق كبير على الذهب.

وأشار خبراء بنك «آي جي» إلى أن نسبة الذهب إلى الفضة تراجعت إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات عند 68.5 نقطة، وهو ما يعكس الزخم المتزايد للفضة. وأوضحوا أن انخفاض هذه النسبة عن متوسطها خلال 25 عاماً يعزز الرؤية الإيجابية لأساسيات السوق، خاصة في ظل الطلب المدفوع بالتطورات التكنولوجية.

وأضاف خبراء البنك أن تراجع الدولار بشكل طفيف، واستقرار عوائد السندات، وفشل الذهب في اختراق مستوياته الحالية، ساهمت في تحول واضح في مزاج المتداولين ورغبتهم في تنويع محافظهم الاستثمارية عبر أصول جديدة، وعلى رأسها الفضة.

ويرى محللون أن الأداء القوي للفضة يمثل تتويجاً لمسيرة استثنائية خلال عام 2025، بعدما تضاعف سعر المعدن أكثر من مرتين منذ بداية العام، متجاوزاً مكاسب الذهب التي بلغت نحو 65%، ومتخطياً توقعات العديد من البنوك العالمية في مطلع العام.

وفي هذا السياق، أشار إد يارديني، رئيس «يارديني ريسيرش»، إلى أن الارتفاع الحاد في أسعار الفضة يعكس أهميتها المتزايدة في اقتصاد الذكاء الاصطناعي، موضحاً أن تسارع بناء مراكز البيانات وارتفاع الطلب على الرقائق جعلا المعدن لاعباً رئيسياً في هذا القطاع.

كما أكدت تقارير صادرة عن «معهد الفضة» و«أكسفورد إيكونوميكس» أن التوسع السريع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي يسهم بشكل مباشر في زيادة الطلب على الفضة ضمن منظومة الاقتصاد الرقمي. وأوضحت أن انتقال الذكاء الاصطناعي إلى مجالات مثل المركبات ذاتية القيادة والروبوتات والأجهزة الذكية، سيؤدي إلى اعتماد أوسع على المكونات الغنية بالفضة، لا سيما في مراكز البيانات التي تعتمد بشكل متزايد على رقائق متطورة تستخدم الفضة في الوصلات الداخلية وعمليات التغليف عالية الأداء.