الذهب المصري «رحلة» من المنجم للمستهلك

المصدر : المصري اليوم

 
 
نقلًا عن جريدة المصري اليوم حركة يومية في أسعار الذهب، و«موال» لا ينتهي بين الانخفاض والارتفاع كل لحظة وأخرى، وبينهما يتساءل ملايين المصريين: «إيه حكاية الدهب؟». وبشكل يومي كثرت الأسئلة حول الذهب على مواقع التواصل الاجتماعي، على شاكلة: لماذا يوجد تذبذبات في الأسعار؟، ولماذا يتغير السعر في الساعة الواحدة أكثر من مرة؟… وعلى أرض الواقع أصبح حديث الشارع المصري عن عملية صناعة الذهب في مصر، وكيف لدينا جبال من الذهب في مصر وترتفع الأسعار؟.«المصري اليوم» حاولت الإجابة عن كافة هذه الأسئلة، كما وضعت تساؤلات أخرى أمام المختصين تتعلق بأسرار الصناعة، وكيف تدور عملية سير الذهب في مصر، وماذا عن إنتاج المناجم المصرية، وما هي «رحلة» الذهب بداية من استخراجه من المناجم لتسييله وتصنيعه وصولًا لبيعه في المحلات. تبدأ رحلة الذهب في مصر منذ استخراجه من المناجم، ومعالجته من الشوائب ليصبح «خام نقي» بما لا يقل عن نسبة 90%، من تأتي مرحلة تشكيل السبائك في المصانع، وإرسالها للتشكيل، ولتحديد عيار الذهب يتم إضافة خليط من المعادن الثمينة مثل النحاس والفضة، النيكل، البالاديوم، وتشكل النسب نوع العيار المطلوب ليصبح خام عيار 24، أو 21، أو 18 وغيرهم، ومنها يتم يتحدد اللون المناسب لكل عيار. ثم تأتي مرحلة الرسام، الذي يعطي اقتراحات بالرسومات الجديدة، أو ربما بعض الأفكار التي يطرحها المصنع نفسه على الرسام لتنفيذها، ويتم نقل الرسمة للكمبيوتر لإعطاء الشكل النهائي في حالة إضافة بعض المجوهرات، التي يتم تحويلها لأشكال حقيقية عبر أجهزة طباعة 3D، فيخرج أشكال من الشمع تمامًا مثل الرسوم، يضاف عليها مسحوق باسم G60 خاص بصب الذهب، ويترك في الأفران من 12 لـ16 ساعة، بالمقابل يتم تسخين الذهب بحرارة تصل 1100درجة مئوية، حتى يصبح مثل المياه، من ثم يتم الصب داخل الأشكال ويترك حتى يبرد. وتأتي هنا مرحلة إضافة مواد تبيض ليظهر لون الذهب الأصلي مع إزالة الشوائب وتنضيف البرادة من ثم مرحلة تركيب الأحجار، حتى يدخل المرحلة الأخيرة للتلميع حتى تصبح جاهزة للسوق، ويتم بيعها في المحلات، من ثم يحصل عليها المستخدم.تنتج مصر سنويًا حوالي 15.8 طن من الذهب، يتم استخراجها عبر 270 موقعًا مختلفًا بينهم 120 موقعاُ كان أساسي لاستخراج الذهب قديمًا على مدار السنوات الماضية، أبرزهم منجم السكري، ومناجم الصحراء الشرقية، مع مناجم وادي العلاقي، البرامية، أبومروات، فاطيرى، عتود، منجم حمش، وغيرهم كثيرًا.
وتخطت صادرات مصر من الذهب والحلي والأحجار الكريمة، 1.52 مليار دولار، خلال 11 شهر من 2022، وفقًا بيانات المجلس التصديرى لمواد البناء والحراريات والصناعات المعدنية، لترتفع بنسبة نمو تصل إلى 46% مقارنة بالعام الذي سبقه البالغ 1.04 مليار دولار في 2021. فبلغ إنتاج منجم السكري فقط من الذهب نحو 441 ألف أوقية من الذهب بقيمة 788.4 مليون دولار، عام 2022. ووفقًا لتقرير شركة «سنتامين» الأسترالية المُشغلة لمنجم السكري في مصر، أشارت لنمو إنتاج المنجم الغني بودائع الذهب بنسبة 6% خلال العام السابق.
وتخطط الشركة لزيادة إنتاج المنجم ليصبح بين 450 ألف و480 ألف أوقية خلال العام الجاري، كما تسعى إلى زيادة إنتاجها في مصر بشكل عام من خلال تعزيز أعمال الاستكشاف والتنقيب. إضافة لإعلان مصر عن إنشاء مدينة الذهب على مساحة 150 فدانا، مع بناء أول مصفاة معتمدة للذهب في منطقة مرسى علم. ويأتي ذلك ضمن خطط الدولة المصرية لإصلاحات اقتصادية تعمل على زيادة مساهمة قطاع التعدين في اقتصاد مصر بالفترة القادمة.في حديث خاص «للمصري اليوم»، مع خبير المشغولات الذهبية «أمير رزق»، قال: «مصر تحتوي على مليون طن ذهب في مناجم السكري وحلايب وشلاتين فقط، فلنتخيل حجم باقي مناجم مصر، بل يتقدم السوق المصري في إنتاج وصناعة الذهب هذا العام عن أي فترة مضت، والدولة المصرية تسير بخطى جيدة جدًا لتحسين مستقبل سوق الذهب».تابع خبير المجوهرات في تصريحاته لـ «المصري اليوم »، أنه في السابق كانت مصر ترسل 25 طن من الذهب للخارج وخاصة بمصانع تسييل الذهب في كندا، وبعد التنقية من الشوائب يعود مرة أخرى بوزن قدره حوالي 18 طن، فتخسر مصر الكثير من التكاليف مقابل هذه الخدمة، ولكن لآن مستقبل الصناعة في مصر يختلف تمامًا الآن، فسيتم افتتاح مصنع لتسييل الذهب لأول مرة في مصر هذا العام.
ولم يقف جهد المصنع عند تسييل الذهب المصري فقط، بل سيتم تسييل ذهب بعض الدول العربية، وأبرزها ستكون السعودية، اليمن، والسودان، بحسب «رزق»، مضيفا: «إذا نحن أمام مستقبل مصري قوي في صناعة وانتاج الذهب الفترة القادمة».