وفقًا لموقع investing شهدت أسعار الذهب ارتفاعا قويا خلال تداولات يوم الخميس، بعدما دفع حديث محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول السبائك نحو الصعود بقوة وتحقيق أكبر مكاسبها الشهرية منذ ما يزيد عن العامين. على صعيد التداولات، ارتفعت أسعار عقود الذهب الفورية بنحو 0.56% لتصل إلى 1,778.50 $للأونصة، بعدما تمكن من إغلاق الشهر الماضي مع جلسة أمس مرتفعا 8%، وهي أكبر مكاسبه الشهرية منذ يوليو 2020، كما صعدت كذلك أسعار العقود الآجلة للسبائك تسليم فبراير بواقع 1.91% لتسجل 1,793.50 $ للأونصة. وفي نفس الوقت وفضلا عن الذهب، ارتفعت أسعار الفضة لآجلة تسليم فبراير بنسبة 2.84% إلى 22.40 $ للأونصة، كما ارتفعت أسعارالبلاتينيوم بنسبة 0.36% مسجلة 1,040.93 $ للأونصة، وكذلك صعدت أسعار البلاديوم بنسبة 1.49% إلى 1,910.50 $ للأونصة. أظهرت البيانات الصادرة أمس الأربعاء أن عدد الوظائف التي أضافها اقتصاد الولايات المتحدة خلال شهر نوفمبر كان أقل بكثير مما كانت تشير إليه توقعات الأسواق، كما أنه تباطأ بشكل كبير عن الشهر السابق، مما يشير إلى تراجع كبير لمستوى الطلب على العمالة بفعل السياسات المتشددة للفيدرالي الأمريكي. هذا كما أوضحت البيانات أيضا نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بما يفوق التوقعات خلال الربع الثالث، بارتفاع طفيف عن الربع السابق، مسجلا 2.9%، وهو ما يعكس تباطؤ نمو الاقتصاد بشكل واضح. وصرح محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول في خطابه مساء أمس بأنه لا يوجد ما قد يمنع البنك المركزي الآن من مناقشة البدء في إبطاء وتيرة التشديد النقدي باجتماعه القادم. وأضاف باول إلى أن العالم الآن أصبح بصدد تعديل اقتصادي سيمتد لفترة طويلة، ستظل فيه أسعار الفائدة مرتفعة، والتضخم ينخفض ببطء، كما ستعاني الولايات المتحدة من نقص مزمن في العمالة. وبعد تصريحات باول الأقل تشددا، قفز الذهب بقوة متجاوزا أعلى مستوياته في أسبوعين، بعدما تسبب خطاب باول في دفع الدولار الأمريكي نحو المزيد من الهبوط. وتراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية – بنسبة 0.45% ليسجل 105.48 نقطة، مفسحا المجال أمام الذهب نحو توسيع أرباحه. ويؤدي عادة تراجع الدولار لخفض تكلفة الذهب المسعر بالعملة الأمريكية للمستثمرين حاملي العملات الأخرى خلاف العملة الخضراء، مما يساهم في زيادة الطلب على الذهب. وتشير توقعات الأسواق الآن على نطاق واسع إلى أن الفيدرالي الأمريكي قد يخفض وتيرة رفع أسعار الفائدة ويكتفي بـ 50 نقطة أساس فقط باجتماعه القادم في ديسمبر، منهيا سلسلة الرفع الأقوى – بواقع 75 نقطة أساس – التي استمرت لأربعة اجتماعات متتالية. ويؤدي الرفع الأقل لمعدلات الفائدة إلى زيادة جاذبية الذهب، نظرا لأنها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك، باعتبارها أحد الأصول عديمة العوائد على عكس الدولار وسندات الخزانة الأمريكية. وفي تلك الأثناء، يترقب المستثمرون صدور بيانات مؤشر الإنفاق على الاستهلاك الشخصي بوقت لاحق من اليوم، حيث يعد المؤشر أحد المقاييس للاستدلال على التضخم، وكذلك بيانات الوظائف غير الزراعية لوزارة العمل الأمريكية غدا الجمعة.