وفقا لتقرير CNBC” العربية” أثار صعود الذهب القوي في الفترة الأخيرة تفاؤل المستثمرين وتحديدًا في جلسة يوم ٤ أغسطس، حيث حلل أغلب المستثمرين أسباب ارتفاع الذهب بأنها ترجع لمخاوف الركود الاقتصادى القادم، بالإضافة إلى كونه الملاذ الآمن. كما أشار بعض المستثمرين أن أسعار الذهب في الوقت الحالي ليست مرتفعة ومناسبة جداً لعمليات الشراء والبيع، لكن مستثمرين آخرون يرون عكس ذلك. ووفقاً لتقرير العربية، فقد ارتفعت أسعار الذهب لأعلى مستوياتها منذ الحرب الروسية الأوكرانية وذلك منذ الأشهر الخمسة الماضية، كان ذلك في جلسة الرابع من أغسطس للعام الحالي، و قد حقق المعدن الأصفر أعلى معدلات المكاسب اليومية من العقود الفورية للذهب منذ فترة شهر تقريبا حيث اقترب بنسبة كبيرة إلى 1800$، ثم عادت الأرباح في يوم ٥ من شهر أغسطس مما أدى إلى تفاؤل كبير لدى مستثمري الذهب نتيجة المخاوف من عدم تحقيق المعدن الأصفر لتلك الأرباح مرة أخرى. ووفقاً لتحليل المؤشرات الإقتصادية التي تؤثر على أسعار الذهب، نجد أن عوائد السندات ترتبط ارتباطاً عكسيًا مع الذهب بنسبة تفوق ال 20% منذ بداية العام الجاري 2022، وسبب الارتباط العكسي يرجع إلى أن ارتفاع عوائد السندات الأمريكية مع صعود أسعار الفائدة يؤدي إلى انخفاض أسعار الذهب، حيث يلجأ المستثمرين للعوائد المضمونة من السندات مقارنةً مع الذهب. كما أشار التقرير إلى أن مؤشرات علاقة الذهب بالفضة تتصف بالتشابه الكبير في الارتفاع والانخفاض، وذلك لأن المعادن الثمينة تتحرك بمؤشرات شبه متطابقة، و بالمقارنة لمؤشرات الأسعار مع الفضة نجد أن نسبة الذهب إلى الفضة تكون بين 40 إلى 80 مرة تقريباً حيث يسجل سعر الذهب حاليا 1700$ بينما سعر الفضة تسجل 20$ إلى 21$، وبمقارنة نسبة أسعار الذهب إلى الفضة حاليا نجد أنها تساوي 89-90 مرة تقريبا، مما يعني أن أسعار الذهب أعلى من الفضة بحدود 90 مرة، ويشير ذلك إلى ارتفاع أسعار الذهب بنسبة كبيرة في الوقت الحالي، و من المحتمل وفقًا للمؤشرات الاقتصادية أن لا تشهد أسعار الذهب ارتفاعاً مرة أخرى في الفترة الحالية. وبمقارنة المؤشرات العالمية للذهب مع الدولار، نجد أن الذهب يرتبط مع الدولار ارتباطًا عكسيًا بنسبة 48% منذ بداية هذا العام، ومع التساؤل المستمر حول وجود ركود اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة أم لا خلال الفترة الحالية ؟ سيتحتم علينا ترقب التحليلات الاقتصادية للولايات المتحدة حول “البطالة والوظائف”، وفي حالة كانت المؤشرات تطابق او تعادل التوقعات سيؤكد ذلك حدوث ركود اقتصادي للبلاد، مما يؤثر بالتبعية على الدولار الأمريكي بالانخفاض، حيث أن كل انخفاض في الدولار يؤدي إلى حدوث ارتفاع مقابلًا له في أسعار الذهب، و حتى في حال كان هناك تخفيف من التشدد للفيدرالي الأمريكي فسينعكس بشكل سلبي على الدولار فإن ذلك ليس بالضرورة سيؤدي إلى صعود أسعار الذهب، كما حدث إشباع عام من الذهب في العالم وذلك نتيجة لمعدلات المخاطرة في مناجم الذهب. لذا يستنتج أن الاحتمال الأكبر على المدى الطويل والمتوسط أن لا يحقق الذهب ارتفاعات كبيرة وسيظل ضمن مستوى الإرتفاع المعهود.