أسطورة السفن الغارقة وكنوزها الاثرية

المصدر : جولد بيليون

علي مدار الكثير من القرون الماضية غرقت العديد من السفن بأنواعها سواء كانت السفن التجارية أو السياحية وبقيت هذه السفن تحت الماء وفي أعماق البحار والمحيطات مئات السنين والتي كانت بطبيعة الحال تحتوي علي الكثير من الكنوز مثل الذهب والفضة والقطع الأثرية النفيسه التي تعود الي قرون مضت من الزمن . ولكن رغم كل هذا بقيت هذه السفن بكنوزها غارقة في الاعماق علي أمل أن يأتي المستقبل وتتطور البشرية لكي يتم اكتشافها وبالفعل حدث فبعد توفر الوسائل الحديثة للغواصين التي تمكنهم من الغوص تحت آلاف الأمتار تحت سطح الماء لإكتشاف هذا الكنز العريق المدفون مع تلك السفن . ولكن لا يمكن أن يخلو الأمر بدون مشكلات بالطبع. فلمن يعود الحق في إمتلاك هذه السفن هل تعود إلي إرث الدولة ام تعود الي مكتشفيها من الغواصين والشركات التي تهدف إلي الربح من هذه الكنوز ؟ وبما أنه خلال القرون الماضية كانت الصين ودول شرق آسيا هم مركز الصناعة والتجارة فإن غالبية السفن الغارقة كانت علي مقربة من سواحلها الجنوبيه حيث كانت تحمل السفن بالبضائع وتتجه إلي جميع انحاء العالم . وتم اكتشاف هيكل سفينة “نانكينغ” عن طريق الباحث البريطاني مايكل هاتشر قبالة ساحل بحر الصين وكانت غارقة منذ عام 1750 وأثناء اكتشافها تم العثور علي صناديق تحتوي علي صحون من البورسلان الصيني . وفي خلال الحقبة الاستعمارية منذ القرن السابع عشر كانت السفن التجارية تأتي محملة بأطنان الذهب والمعادن الثمينة من أميركا الجنوبية متجهه إلى اوروبا . وقد وصفت منظمة اليونيسكو تلك الحقبة التاريخية بأنها “الأكثر فقدانا للسفن المحملة بالكنوز” وكانت تقدر نحو 4000 سفينة والذين كانوا يبحروا سنوياً من مناطق في أميركا الجنوبية إلي اوروبا وكانت تحمل ما يزيد عن 4 ملايين طن من الذهب. وبفعل أمواج البحار العاتية قد غرق نحو ثلاثة الاف سفينة أمام ساحل كوبا والتي كانت تنقل ثروات بالسفن الشراعية إلي ميناء هافانا بكوبا, وذلك قبل أن يعاد شحنها مره أخري بواسطة الأساطيل البحرية إلي اوروبا, وأشار الخبراء إلي ان هذة السفن كانت تحمل ما قيمتة عشرات مليارات الدولارات والتي تزيد قيمتها عن الموجود في خزائن مصارف مدريد الإسبانية. كما تم فقدان 200 طن من الذهب والفضه والزمرد علي متن سفينة “سان خوسيه” الأسبانية بالقرب من السواحل الكولومبية, وكان هذا بواسطة الأسطول البريطاني عام 1708. وعلي حين ذكر الإكتشافات فيجب ذكر أثمن كنز في تاريخ البشرية وهو حطام سفينة من اضخم السفن الاسبانية في عام 2015 بعد بحث دام لسنوات من الغواصين، وكان البحث عن طريق اربع حملات بواسطة البحرية الكولومبية علي عمق 950 متراً بإستخدام معدات تحكم عن بعد ودقيقة جدا , وحينها أعلن الرئيس الكولومبي خوان مانويل ساننتوس أن حطام هذا الأكتشاف يعتبر “أثمن كنز تم اكتشافه في تاريخ البشرية” , وكان قد عرض جزء من الثروة التي تم العثور عليها من أجل تمويل عملية انتشالها , ولكن كان لخليفته “إيفان دوكي” رأي آخر، فأمر بتجميد منح العقود لمشغلي القطاع الخاص لضمان بقاء الكنوز المستردة في كولومبيا , وبعدها تم تخليد السفينة في “متحف للقوارب الغارقة ” حسب ما اعلنت السلطات الكولومبية. وفي أثناء عملية مراقبة السفينة تم إكتشاف حطام سفينتين تاريخيتين آخرين بالقرب من سفينة “سان خوسيه” , وأعلنت السلطات اليونانية عام 2018 أنها عثرت علي أكثر من 58 سفينة في بحر إيجه وكانت تحوي علي الكثير من القطع الأثرية, بينما كان يجري الكشف عن أكبر عدد من حطام السفن في البحر المتوسط , وكما يروي الحطام قصة مؤلمة لهذة السفن التي واجهت العواصف وحدها وانتهاء مصيرها غارقة في أعماق البحار بسبب العواصف المفاجئة , وقال عالم الاًثار الغارقة بيتر كامبل , إن الاكتشاف في بحر إيجة احد اهم الاكتشافات الأثرية لهذا القرن ” مشيراً إلي أنه “يروي قصة جديدة عن الطريق البحري الذي كان يربط البحر المتوسط القديم ” وكان اكثر من 90% من الحطام عبارة عن قوارير كانت تستخدم لنقل الخمور والزيوت ومرق السمك وعسل النحل . وفي خلال عمليات المسح التي تجريها السعودية في البحر الاحمر بمشاركة مراكز الابحاث لأكثر من 50 موقعاً لحطام سفن غارقة ما بين سفن حربية وسياحية وتجارية تعود لأكثر من فترة زمنية ,وأعلنت هيئة التراث أن السعودية عثرت علي المئات من القطع الأثرية في سفينة غارقة تم العثور عليها قبالة سواحل حقل في البحر الاحمر . وتم أكتشاف حطام إحدي أهم السفن في تاريخ جنوب المحيط الهادي بعد غرقها منذ اكثر من 200 عام وهذا من خلال أعمال البحث من خلال خبراء في أستراليا من فبراير وحتي العام الجاري وتم هذا الاكتشاف بعد 20 عام من البحث . وتم العثور من الخبراء علي سفينة المستكشف البريطاني جيمس كوك “إنديفور” التي استخدمها في إستكشافه للمحيط الهندي في خلال رحلته الاولي بين عامى 1768 و 1771.