تراجع الأسعار يُزيد من جاذبية شراء الذهب في مصر

المصدر : صحيفة اندبندنت عربية

بينما يستمر سعر الذهب في تسجيل سلسلة طويلة من الخسائر على مستوى عالمي منذ أغسطس 2022، يعتبر الانخفاض الأخير في السعر فرصة ممتازة للمستثمرين الجدد في مصر للحصول على عوائد أعلى في المستقبل القريب، وفقًا لآراء التجار والخبراء. وذلك بعد تكبد خسائر محلية قدرها 2.8٪ في سعر الذهب في مصر في سبتمبر الماضي نتيجة هبوط سعر الأوقية عالميًا بنسبة 4.8٪.في سبتمبر الماضي، انخفض سعر غرام الذهب عيار 21 في مصر بمقدار 55 جنيهًا (1.78 دولار)، حيث انخفض من مستوى 2220 جنيهًا (71.85 دولار) إلى 2165 جنيهًا (70.07 دولار) بسبب هبوط سعر الأوقية بمقدار 93 دولارًا، لينتهي الشهر عند 1848 دولارًا. وفي الوقت الحالي، سجل سعر الذهب في مصر 2463 جنيهًا (79.71 دولار) لغرام 24، و2155 جنيهًا (69.74 دولار) لغرام 21، بينما بلغ سعر غرام الذهب عيار 18 حوالي 1847 جنيهًا (59.78 دولار)، وسعر الجنيه الذهبي (ثماني غرامات عيار 21) 17240 جنيهًا (557.94 دولار).المستوى الأدنى للشراء الآن يقف عند 2150 جنيهًا (69.56 دولار)، وهو المستوى الذي سُجل في نهاية يوليو الماضي، مما يشير إلى أنه يمكن اعتباره أدنى مستوى ممكن للشراء بعدما وصل سعر الذهب إلى مستويات تاريخية عالية وصلت إلى 2800 جنيه (90.62 دولار) لغرام واحد في الربع الأول من هذا العام.تأثر سعر الذهب في مصر بعوامل متعددة، منها التضخم وعدم الاستقرار الاقتصادي ونشاط السوق السوداء للدولار، مما أدى إلى ارتفاع مشتريات المصريين من الذهب وفقًا لتقرير مجلس الذهب العالمي الأخير. يتوقع التجار وأعضاء شعبة الذهب والمجوهرات في مصر أن يزيد سعر الذهب في المستقبل إذا ارتفع سعر الذهب عالميًا أو انخفض سعر الجنيه المصري مجددًا مقابل الدولار. إنهم يعتبرون الوقت الحالي مناسبًا لشراء الذهب بأسعار منخفضة، ويرون أن الانتظار أكثر سيكون محفوفًا بالمخاطر.تأثر سعر الذهب عالميًا بارتفاع الدولار وتراجعه للجلسة السابعة على التوالي، حيث سجل أدنى مستوياته منذ مارس الماضي. وقد انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.6٪ إلى 1817 دولارًا للأوقية، وتراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.7٪ إلى 1833.40 دولار. يرتبط تراجع سعر الذهب بارتفاع الدولار وزيادة عوائد سندات الخزانة الأمريكية.تشير التوقعات إلى أن سياسة التشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ستستمر، مما سيزيد من قوة الدولار ويؤثر سلبًا على أسعار السلع والمعادن، بما في ذلك الذهب. يعتبر اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي في نهاية الشهر الجاري وما إذا كان سيقرر رفع أسعار الفائدة أمرًا مهمًا لمستقبل الذهب. كما يؤثر الطلب على الذهب من قبل.رأي رئيس شعبة الذهب والمجوهرات في غرفة القاهرة التجارية، هاني ميلاد، يشير إلى أن سعر الذهب في مصر مرشح للارتفاع في مطلع العام المقبل 2024، مما يجعل الفترة الحالية فرصة مثالية للشراء. وذلك بعد انخفاض أسعار الذهب عالمياً. ويربط رئيس الشعبة بين هبوط أسعار الذهب على الصعيدين العالمي والمحلي في الأيام الأخيرة.ويرجح أن قرارات الفيدرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة للتصدي للتضخم تأثرت سلباً على أسعار الذهب، مما يعزز اعتقاده بأن الأسعار ستظل منخفضة محلياً حتى نهاية العام، قبل أن تبدأ في الارتفاع مرة أخرى.تاجر الذهب محمود الشرقاوي يشير إلى سلوك المستهلكين في مصر، حيث يتجهون إلى الشراء أكثر في فترات ارتفاع أسعار الذهب ويتجنبون بيعه خلال تلك الفترات. ويرى أن هذا السلوك غير صحيح، حيث يجب الشراء بقوة في فترات هبوط أسعار الذهب.محمود الشرقاوي يشير إلى أن توقع مسار الذهب في المستقبل القريب يعتمد على مجموعة من العوامل مثل سعر الجنيه مقابل الدولار وقرارات البنك المركزي المصري بتحرير سعر الصرف. لذا، الشراء في هذا الوقت مغامرة غير مضمونة، خصوصاً لأن الذهب يُعتبر استثمارًا طويل الأمد.عالمياً، يتوقع البنوك الاستثمارية صعودًا لأسعار الذهب بحلول نهاية العام الحالي وخلال عام 2024، وهذا يعتمد على السياسات الاقتصادية والتطورات العالمية.وفي نوفمبر المقبل، ستكون هناك معطيات هامة لسوق الذهب في مصر مع انتهاء مبادرة إعفاء واردات المعدن من الضريبة الجمركية والرسوم الأخرى، وهذا من شأنه أن يؤثر على أسعار الذهب في البلاد.