تطوير قطاع التعدين في مصر: الحكومة تعزز دوره في الاقتصاد الوطني.

المصدر : صحيفة صدي البلد

 الحكومة المصرية، التي تتمثل في وزارة البترول والثروة المعدنية، تولي أهمية كبيرة لتطوير قطاع التعدين وزيادة مساهمته في الدخل القومي المصري. تقدم الحكومة كل الدعم اللازم للعاملين في هذا المجال بهدف تعزيز نمو الصناعة وتحقيق فوائد اقتصادية مستدامة.تُولى أهمية بالغة لتطوير قطاع التعدين يأتي من حرص الحكومة على استغلال الموارد الطبيعية المتاحة في مصر بطريقة فعالة ومستدامة. وتهدف هذه الجهود إلى زيادة إنتاجية القطاع وتنويع مصادر الدخل القومي، مما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية للبلاد.لتحقيق هذا الهدف، تعمل الحكومة على توفير بيئة ملائمة للاستثمار في قطاع التعدين، من خلال تبسيط الإجراءات وتحسين البنية التحتية وتقديم التسهيلات اللازمة للشركات المعدنية. كما تركز الحكومة على تعزيز البحث والتطوير في هذا المجال، بهدف تحسين التقنيات وزيادة الإنتاجية.بالإضافة إلى ذلك، تولي الحكومة اهتماماً كبيراً لتطوير قدرات العاملين في قطاع التعدين، من خلال توفير التدريب والتأهيل اللازمين. تهدف هذه الجهود إلى تحسين المعرفة والمهارات الفنية للعاملين، مما يعزز فرص النجاح والابتكار في هذا القطاع المهم.باختصار، تعتبر الحكومة المصرية شريكاً مهماً في تطوير قطاع التعدين، وتسعى جاهدةً لزيادة مساهمته في الدخل القومي المصري. تقديم كل الدعم للعامليتم تطبيق استراتيجية متكاملة من قبل الحكومة المصرية لتطوير قطاع التعدين، وقد نجحت الوزارة في جذب العديد من شركات التعدين العالمية للعمل في مصر. يعد استثمار الذهب وسيلة جيدة للحفاظ على قيمة الاستثمارات ويجذب اهتمام المستثمرين في جميع أنحاء العالم.وتواصل وزارة البترول تنفيذ خطط وبرامج العمل المتعلقة بتطوير قطاع التعدين، بهدف جعل القطاع جاذبًا للاستثمار وقادرًا على المساهمة القوية في الناتج القومي. وقد أسفرت هذه الجهود عن نتائج جيدة، مثل افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي لمجمع الكوارتز بالعين السخنة.تم اتباع منظومة متكاملة من الإجراءات من قبل وزارة البترول لتحديث أساليب الممارسة التعدينية وزيادة القيمة المضافة من المواد التعدينية، بالإضافة إلى استخدام التسهيلات الإنتاجية والخبرات المتميزة في هذا المجال. كما تمتلك مصر مناطق تعدينية هامة في الصحراء الشرقية.هناك ضرورة للاستفادة من الثروات التعدينية، وخاصة إنتاج الذهب، ومن المخطط إنشاء مصفاة للذهب في مصر. تشتهر دول المنطقة بتعدين الذهب، وتتم معالجته وتمييزه في كندا أو سويسرا باستخدام الكود الدولي 9999، ثم يتم تصديره أو إعادته إلى بلد المنشأ بعد ذلك.أعلن وزير البترول والثروة المعدنية في 12 يناير 2022، عن تنفيذ أول مصفاة ذهب معتمدة في مصر بمنطقة مرسى علم بالصحراء الشرقية.قام طارق الملا بالإعلان عن تنفيذ أول مصفاة ذهب معتمدة في مصر بمنطقة مرسى علم بالصحراء الشرقية. يهدف هذا المشروع إلى تعظيم القيمة المضافة من موارد الذهب واستكمال سلسلة القيمة لإنتاج الذهب عبر زيادة المحتوى المحلي. بجانب ذلك، يتم العمل على إنشاء مجمعات صناعة الأسمدة الفوسفاتية لتعزيز القيمة المضافة والعائد الاقتصادي من خام الفوسفات في مصر.تهدف رؤية تطوير قطاع التعدين في مصر إلى زيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من 0.5% إلى 5% خلال العقدين القادمين. كما تهدف أيضًا إلى توفير فرص عمل وتعزيز الأنشطة التعدينية من خلال إصدار أكثر من 200 ترخيص بحث واستكشاف سنويًا.ووفقًا للخبير البترولي الدكتور مدحت يوسف، فإن امتلاك مصر مصفاة ذهب تعتبر فكرة رائعة، حيث تقلل من تكاليف الإرسال الدولي للخام إلى دول مثل كندا أو سويسرا. كما يؤدي تواجد المصفاة بجوار منابع الإنتاج ومعالجة الذهب إلى تقليل التكلفة بشكل كبير. وبالتالي، ستستفيد مصانع تشكيل الذهب المصرية من انخفاض تكلفة المعالجة المحلية في المصافي الجديدة مقارنة بالخارج.وأشار يوسف إلى أن توطين الصناعة واستخدام خامات محلية يسهم في نجاح الصناعة وزيادة عوائدها، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للعمالة المصرية وتدريبها على صناعة حديثة.تتم معالجة الذهب للوصول إلى أنقى صورة له عن طريق عملية الصهر والتكرير. في هذه العملية، يتم استخدام الحرارة العالية والضغط والمواد الكيميائية لإزالة الشوائب من الذهب. تتمثل الخطوات الرئيسية في استقبال المصفاة للمواد الخام مثل الصخور وشذرات الذهب والخردة الذهبية.ثم يتم تسييل المعدن في فرن ساخن وإضافة مواد كيميائية مختلفة إلى المادة المنصهرة لفصل الذهب عن المعادن الأخرى. بعد ذلك، يتم أخذ عينة من الذهب وإجراء اختبار لقياس نقاوة محتواه، وعادة ما يكون الذهب نقيًا بنسبة 99.9٪.ثم يمكن استخدام الذهب في العديد من الصناعات، مثل صناعة الإلكترونيات والمجوهرات. ومن المعروف أن الذهب الخالص ناعم جدًا، مما يجعله صعب التعامل به. ولذلك، عادة ما يتم دمج الذهب مع معادن أخرى لتشكيل سبيكة.على سبيل المثال، يتم صنع الذهب الأبيض عند مزج الذهب مع النيكل أو الفضة أو البلاديوم، والذهب الوردي يتكون من مزيج الذهب والنحاس، وكلما زادت نسبة النحاس، زاد لون الذهب الوردي. يمكن في هذه الحالة صهر الذهب وصبه في سبائك وبيعه مباشرة إلى مصفاة الذهب مقابل النقود.ومن المهم أيضًا أن نذكر أن مصر تنظم الدورة الثانية لمؤتمر مصر الدولي للتعدين في يوليو 2023 بالقاهرة. وسيحضر المؤتمر ممثلين من جميع أطراف صناعة التعدين، بما في ذلك القادة والمسئولين والمستثمرين وشركات التعدين وشركات الخدمات والإمدادات. سيوفر المؤتمر فرصة لزيادة الوعي بصناعة التعدين ودعم الجهود الرامية لزيادة مساهمتها في الاقتصاد.نقلا عن موقع صدي البلد