انخفضت أسعار أونصة الذهب العالميلليوم الثالث على التوالي لتسجل أدنى مستوى منذ أسبوع وذلك بعد ارتفاع مستوياتالدولار الأمريكي عقب محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي أظهر مناقشةأعضاء البنك لإمكانية العودة لرفع أسعار الفائدة.سجل سعر الذهب الفوري انخفاض خلالتداولات اليوم الخميس بنسبة 0.8% ليسجل أدنى مستوى منذ أسبوع عند 2354 دولارللأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2379 دولار للأونصة ليتداول وقتكتابة التقرير عند المستوى 2362 دولار للأونصة، وذلك بعد أن انخفض يوم أمس بنسبة1.7%.أسعار الذهب انخفضت لليوم الثالثعلى التوالي منذ تسجيل مستوى تاريخي بداية هذا الأسبوع عند 2450 دولار للأونصة،وحتى الآن انخفض الذهب هذا الأسبوع بنسبة 2.3%، ليقلص هذا من مكاسب الذهب التيحققها خلال شهر مايو والتي وصلت حالياً إلى ارتفاع بنسبة 3.2%.السبب الرئيسي وراء تراجع أسعارالذهب بشكل كبير منذ تداولات الأمس كان محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي،والذي أظهر نقاش بين أعضاء البنك بشأن إمكانية رفع أسعار الفائدة أو زيادة تشديدالسياسة النقدية الحالية في حال ارتفع التضخم إلى مستويات تتطلب هذا.كما أظهر محضر اجتماع البنك أنالأعضاء قد ناقشوا مدى قدرة التشديد النقدي الحالي للسياسة النقدية على السيطرةعلى التضخم في ظل قوة الاقتصاد الأمريكي الحالية.لكن بشكل عام يظل البنك يتوقععودة التضخم إلى المستوى المستهدف 2% على المدى المتوسط ولكن قد يستغرق وقت أطولمما كان البنك يتوقعه سابقاً.ارتفع الدولار الأمريكي لأعلىمستوياته في أسبوع عقب محضر اجتماع الفيدرالي ليسجل ارتفاع يوم أمس بنسبة 0.3% وهوما زاد من الضغط السلبي على أسعار الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهمامنذ كون الذهب سلعة تسعر بالدولار.تعرض الذهب لصدمة بعد أن أظهرمحضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي للمستثمرين بأن تخفيضات أسعار الفائدة بعيدة كلالبعد عن أن تكون وشيكة. وبالرغم من اعتبار الذهب أداة للتحوط من التضخم، لكنارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول التي لا تدرعائدا.التراجع في أسعار الذهب حالياًيعد تصحيح سلبي لموجة الارتفاع الأخيرة التي دفعته إلى تسجيل مستوى تاريخي جديدمطلع هذا الأسبوع. بينما التوقعات على المدى المتوسط والطويل لا تزال تبدو إيجابيةبالنسبة للذهب، لكن ذلك يعتمد إلى حد كبير على أن تكون حركة سعر الفائدة التالية للبنكالفيدرالي نحو الانخفاض وليس أن تعود إلى الارتفاع.الجدير بالذكر أن محضر اجتماعالفيدرالي الذي صدر يوم أمس يخص اجتماع البنك الذي عقد في 30 ابريل و1 مايو،وبالتالي لم يتضمن بيانات التضخم التي صدرت خلال الأسبوع الماضي عن الولاياتالمتحدة عن شهر ابريل وأظهرت تراجع التضخم بأقل من التوقعات.الأسواق تفاعلت مع نقاش أعضاءالبنك المتعلق بإمكانية رفع الفائدة، ولكن القرار النهائي للبنك يظل لصالح ثباتالفائدة وتوقع تراجع التضخم إلى المستهدف، إلا أن الأسواق تتحرك دائما مع المفاجآتقبل أن تعود إلى تطبيع أدائها مع الحقيقة الحالية وهي بقاء الوضع على ما هو عليهلفترة قد تمتد لنهاية العام.إلى جانب هذا فإن الذهب يجد الدعمالرئيسي من مشتريات الصين، نهاية الأسبوع الماضي صدرت أخبار عن قيام الصينبالإعلان عن تحفيز نقدي ضخم من خلال بيع ما قيمته تريليون يوان (138 مليار دولار) منالسندات السيادية طويلة الأجل، وساعد هذا على تزايد التوقعات بارتفاع الطلب علىالذهب من قبل الصين أكبر مستهلك للمعدن النفيس في العالم.تفيد التقارير إن المضاربين فيالصين يقبلون على الذهب بوتيرة سريعة وأن هناك تحركات لاستثمارات الذهب من الغربإلى الصين لتلبية الطلب القوي. من الممكن أن يكون المستثمرون الصينيون يتحوطوا ضدالآفاق الاقتصادية الغير مستقرة للصين والأسواق المالية الصينية، بما في ذلكالعملة الصينية اليوان غير المستقرة، ويقومون بشراء الذهب والفضة كملاذ آمن.