شهدت سعر أونصة الذهب ارتفاع جديد
خلال الجلسة الأسيوية اليوم بسبب أخبار عن هجمات من الكيان الصهيوني على إيران
رداً على الضربات الإيرانية بداية هذا الأسبوع، ولكن سرعان ما عاد سعر الذهب إلى
تقليص هذه المكاسب بسبب محدودية تأثير هذه الهجمات.
ارتفع سعر الذهب الفوري وقت كتابة
التقرير بنسبة 0.3% ليتداول عند المستوى 2382 دولار للأونصة، وذلك بعد أن ارتفع
مطلع جلسة اليوم ليسجل اعلى مستوى عند 2417 دولار للأونصة قبل أن يفقد هذه المكاسب
سريعا ويعود إلى مناطق التداول التي سيطرت على تحركات الذهب منذ بداية الأسبوع.
حتى الآن فشل الذهب في اختراق
منطقة المقاومة 2395 – 2400 دولار للأونصة ولم يستطع تسجيل اغلاق يومي أعلاها،
والارتفاع فوقها اليوم ثم التراجع السريع يعكس تردد المشترين وبالتالي بدأنا
مشاهدة ضعف في زخم الصعود.
التوترات الجيوسياسية تظل هي
المتحكم الأول في حركة الذهب خلال هذه الفترة، وهو ما اتضح اليوم من ارتفاع مفاجئ
للذهب بعد قيام الكيان الصهيوني بشن هجوم بمسيرات على اهداف إيرانية رداً على
الهجمات الإيرانية بداية هذا الأسبوع.
وقد تراجع الذهب سريعا ليفقد
مكاسبه بعد ان أظهرت الأخبار أن الهجوم كان محدود ولم يؤدي إلى وقوع خسائر في
الجانب الإيراني الذي بدا من تصريحاته عقب الهجوم أنه لا ينوي الرد بدوره،
وبالتالي عادت أسعار الذهب سريعا إلى التراجع.
الفترة الأخيرة شاهدنا ارتفاع في
مستويات الدولار الأمريكي وأسعار الذهب في نفس الوقت بالرغم من العلاقة العكسية
بينهما، وذلك بسبب المخاوف في الأسواق المالية من توسع رقعة الصراع في الشرق
الأوسط، ليدفع المستثمرين إلى شراء استثمارات الملاذ الآمن المتمثلة في الذهب
والدولار حالياً متجاهلين العلاقة العكسية بينهما.
تتجاهل الأسواق حالياً تأثيرات
السياسة النقدية الأمريكية على أسعار الذهب، أو يمكن القول إنه تم تأجيلها حتى
تنتهي حالة عدم اليقين الجيوسياسي الحالي.
البيانات الاقتصادية التي تصدر
مؤخراً عن الاقتصاد الأمريكي تشير إلى استمرار العوامل التي تدعم التضخم في
الأسواق، في ظل ارتفاع معدلات إنفاق القطاع العائلي الأمريكي إلى جانب قوة قطاع
العمالة وارتفاع متوسط الأجور.
بالإضافة إلى هذا نجد أن تصريحات
أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي تأخذ جانب الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة
أطول من الوقت، خاصة مع تماسك معدلات التضخم حالياً وحاجة البنك الفيدرالي إلى
المزيد من الأدلة على تراجع التضخم بشكل مستدام قبل البدء في تسهيل السياسة
النقدية.
تتجه أسعار الذهب إلى تسجيل
ارتفاع للأسبوع الرابع على التوالي وذلك على الرغم من التذبذب الذي سيطر على
تحركات الذهب منذ بداية الأسبوع، بينما نجد أن المعدن النفيس قد ارتفع منذ بداية
شهر ابريل بنسبة 6.7% ليتبع ارتفاع آخر خلال شهر مارس بنسبة 9.2%.
الاغلاق الأسبوع لأسعار الذهب
اليوم سيكون له أهمية في رسم تحركات الأسبوع القادم، فالإغلاق فوق المستوى 2400
دولار للأونصة من شأنه أن يدفع السعر إلى اختبار القمة السعرية الأخيرة التي سجلها
عند 2431 دولار للأونصة.
بينما إذا أغلق تداولات هذا
الأسبوع تحت المستوى 2400 دولار للأونصة من شأنه هذا أن يدفعه إلى الهبوط إلى
مستوى الدعم الرئيسي عند 2325 دولار للأونصة، والذي قد يبدأ تصحيح سلبي بكسر هذا
المستوى.
الجدير بالذكر أن انتهاء التوترات
الجيوسياسية قد يدفع الأسواق إلى التركيز مع توقعات السياسة النقدية الأمريكية،
وهو ما قد يدفع الذهب إلى التراجع بسبب التوقعات باستمرار أسعار الفائدة مرتفعة
لفترة أطول من الوقت، ولكن في الوقت نفسه يجد الذهب الدعم من عمليات شراء البنوك
المركزية وعلى رأسها البنك المركزي الصيني للذهب لزيادة احتياطاتها من المعدن
النفيس.
حيث أعلن البنك المركزي الصيني عن
استمرار شراء الذهب للشهر السابع عشر على التوالي في مارس، مضيفًا 5 أطنان إلى
إجمالي حيازاته من الذهب، والتي تبلغ الآن 2262 طن أو 4.6% من إجمالي الاحتياطيات،
بينما ارتفاع احتياطيات الصين من الذهب بمقدار 27 طن خلال الربع الأول.