يستمر سعر أونصة الذهب العالمي في
تحقيق مستويات تاريخية جديدة بشكل يومي، فقد ارتفعت اليوم لمستوى جديد بسبب الطلب
الكبير على الملاذ الآمن في الأسواق والتحوط ضد التضخم الذي يرى البعض أنه مستمر
لفترة أطول في الولايات المتحدة الأمريكية، ليتجاهل الذهب ارتفاع عوائد السندات
الحكومية الأمريكية.
سجل الذهب الفوري أعلى مستوى
تاريخي اليوم عند المستوى 2288 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى
2280 دولار وذلك قبل أن يعود إلى التراجع ويسجل أدنى مستوى اليوم عند 2267 دولار
للأونصة منخفضاً بنسبة 0.3% ليتداول حالياً عند المستوى 2273 دولار للأونصة.
يستمر الذهب في تلقي الدعم الكبير
في الأسواق المالية من الطلب على الملاذ الآمن في ظل التوترات الجيوسياسية
الحالية، حيث استمرت أوكرانيا في مهاجمة البنية التحتية النفطية في روسيا،
بالإضافة إلى الزلزال الكبير الذي ضرب البنية التحتية في تايوان ومصانع الرقائق
الكبرى لديها.
أيضاً عمليات البيع الواسعة على
الأسهم العالمية بسبب تراجع الإقبال على المخاطرة زاد من الطلب على الذهب بالرغم
من ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي وعوائد السندات الحكومية الأمريكية.
ارتفع العائد على السندات
الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات منذ بداية الأسبوع بنسبة 3.9% ليسجل أعلى مستوى
منذ 4 أشهر ونصف عند 4.405%، بينما استقر الدولار الأمريكي بالقرب من أعلى
مستوياته منذ 6 أسابيع.
عوائد السندات المرتفعة من
المفترض أن تزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه هذا
بالإضافة إلى قوة الدولار، ولكن الطلب القوي الحالي على الذهب عوض هذا التأثير
السلبي ودفعه إلى مزيد من الارتفاع.
من جهة أخرى سادت توقعات في
الأسواق هذا الأسبوع تشير إلى أن التضخم الأمريكي مستمر في التماسك وأن قرار خفض
الفائدة قد يتم تأجيله، وذلك بعد صدور بيانات عن تحسن في أداء القطاع الصناعي
الأمريكي بشكل كبير بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الخام الأمر الذي ينذر بموجه
جديدة من التضخم في الطريق.
الأسواق تضع احتمال الآن بنسبة
59% أن البنك الفيدرالي سيبدأ بخفض الفائدة في يونيو القادم، وتراجع هذا الاحتمال
من 75% مطلع شهر مارس، بينما يرى البعض أن الفيدرالي قد يقوم بخفض الفائدة أول مرة
في يونيو ثم الانتظار لفترة وأن قرارات الخفض لن تكون متتالية.
قالت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي
في سان فرانسيسكو وعضوة البنك الفيدرالي ماري دالي إنها لا تشعر بالحاجة الملحة
إلى خفض أسعار الفائدة، وأنه على الرغم من “توقعات أعضاء البنك الأخيرة”
فإن ثلاث تخفيضات هذا العام غير مضمونة.
وأشارت دالي أنه ليس هناك حاجة
ملحة لتعديل سعر الفائدة وإن الوقوف في موقف ثابت هو السياسة الصحيحة في الوقت
الحالي. وذلك رغم اعترافها بأن التضخم يتراجع في الولايات المتحدة، إلا أنها وصفت
الرحلة بأنها “وعرة وبطيئة”.
من جهة أخرى أظهرت بيانات لشهر
فبراير أن احتياطيات البنوك المركزية العالمية من الذهب ارتفعت بمقدار 19 طن، وهو
الشهر التاسع على التوالي من تزايد الاحتياطات. ولكن مشتريات شهر فبراير كانت أقل
بنسبة 58% من إجمالي مشتريات شهر يناير البالغ 45 طن. وعلى أساس سنوي أعلنت البنوك
المركزية عن إضافة 64 طنًا خلال شهري يناير وفبراير، أي أقل بنسبة 43٪ عن نفس
الفترة من عام 2023 ولكن بزيادة أربعة أضعاف عن عام 2022.
البنك المركزي الصيني يظل هو أكبر
مشتري خلال شهر فبراير حيث زادت احتياطاته من الذهب بمقدار 12 طن إلى 2257 طن. لتنمو
احتياطيات البنك المركزي الصيني من الذهب لمدة 16 شهر متتالي، على الرغم من أن حصة
الذهب من إجمالي الاحتياطيات لا تزال حوالي 4٪.