شهد الذهب العالمي أداء استثنائه
خلال الأسبوع الماضي ليرتفع سعر أونصة الذهب العالمي لأعلى مستوى تاريخي بعد موجة
صعود استمرت 8 جلسات متتالية بدون تصحيح، لتستغل تغير التوقعات في الأسواق لتشير
إلى تزايد فرص خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي في ظل البيانات
الضعيفة التي تصدر عن الولايات المتحدة الأمريكية.
سجل سعر الأونصة العالمية ارتفاع
خلال الأسبوع الماضي بنسبة 4.6% بمقدار 97 دولار ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 2195
دولار للأونصة ليغلق الذهب تداولات الأسبوع عند 2179 دولار للأونصة وكان قد افتتح
التداولات عند 2082 دولار للأونصة.
استطاع الذهب تسجيل ارتفاع
للأسبوع الثالث على التوالي ليسجل أعلى ارتفاع على المستوى الأسبوعي منذ 5 أشهر، ويكون
بذلك ارتفع منذ بداية شهر مارس بنسبة 6.6% ليربح 135 دولار.
جاء تسجيل الذهب لمستوى تاريخي
اليوم بعد بيانات تقرير الوظائف الأمريكية التي أظهرت ارتفاع في معدل البطالة في
الولايات المتحدة خلال شهر فبراير بنسبة 3.9% بأعلى من التوقعات والقراءة السابقة
عند 3.7%.
من جهة أخرى فقد ارتفع أعداد
الوظائف الجديدة خلال الشهر الماضي إلى 275 ألف وظيفة مقارنة مع القراءة السابقة
229 ألف بينما كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع بمقدار 198 ألف.
بالرغم من ارتفاع أعداد الوظائف
الجديدة بأعلى من التوقعات إلى أن التأثير جاء سلبي على الدولار بسبب ارتفاع معدل
البطالة، إلى جانب تراجع مؤشر متوسط الأجور إلى 0.1% من 0.5% وهو المؤشر الذي
يستخدم لقياس معدل التضخم.
انخفض مؤشر الدولار الذي يقيس
أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية انخفض خلال الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى منذ
7 أشهر ليسجل انخفاض خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1%، كما انخفض العائد على السندات
الحكومية لأجل 10 سنوات بنسبة 2.5% ليسجل أدنى مستوى في 5 أسابيع عند 4.038%.
تراجع مستويات الدولار وعوائد
السندات الأمريكية جاء بعد أن رفعت الأسواق احتمال خفض البنك الفيدرالي للفائدة
بداية من شهر يونيو إلى 78%، وذلك بعد شهادة رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول أمام
الكونجرس الأمريكي والتي استمرت ليومين.
وقال باول إن البنك الاحتياطي
الفيدرالي ليس بعيدًا عن اكتساب الثقة التي يحتاجها في ضمانة استدامة تراجع التضخم
حتى يستطيع للبدء في خفض أسعار الفائدة، وهو ما قال إنه من المرجح أن يحدث في
الأشهر المقبلة.
وجاء ذكر خفض الفائدة من قبل باول
خلال جزئي الشهادة خاصة مع استمرار الضغط عليه من اللجنة المصرفية في الكونجرس
الأمريكي التي طالبته بخفض الفائدة قبل أن يتأثر قطاع العمالة بشكل تقوم معه
الشركات بالتخلي عن العمالة.
هناك دعم كبير يحصل عليه سعر
الذهب العالمي يظهر مع أحدث بيانات شراء البنوك المركزية العالمية من الذهب، فقد زادت
احتياطيات الذهب الرسمية العالمية بمقدار 39 طنًا خلال شهر يناير بأكثر من ضعف
صافي المشتريات لشهر ديسمبر التي كانت عند 17 طنًا، ليعد هذا الشهر الثامن على
التوالي من صافي المشتريات بالنسبة للبنوك المركزية.
كان البنك المركزي التركي أكبر
مشتري للذهب في يناير حيث زاد حيازاته الرسمية من الذهب بمقدار 12 طنًا. ليرتفع
إجمالي مخزونات الذهب إلى 552 طنًا أي أقل بنسبة 6٪ فقط من أعلى مستوى على الإطلاق
البالغ 587 طنًا في فبراير 2023.
بينما قام البنك المركزي الصيني
بزيادة حيازاته بمقدار 10 أطنان في يناير، مسجلاً ارتفاع في احتياطي الذهب للشهر
الخامس عشر على التوالي. ليصل اجمالي الذهب لدى البنك الآن إلى 2245 طن، أي أعلى
بنحو 300 طن عما كانت عليه في نهاية أكتوبر 2022.
هذا بالإضافة إلى أن بيانات لجنة
تداول السلع الآجلة (COT) تظهر عودة الطلب إلى التزايد على عقود
الذهب بشكل عام سواء عقود البيع أو الشراء، وهو ما يدل على تحسن الطلب الاستثماري
على الذهب بعد ضعف البيانات الأمريكية مؤخراً الأمر الذي يزيد من فرص خفض أسعار
الفائدة في وقت قريب، وهو الأمر الإيجابي بالنسبة للذهب ليعود إلى اجتذاب
الاستثمارات مجدداً.