ارتفعت أسعار أونصة الذهب العالمي
خلال تداولات اليوم الثلاثاء، وذلك بعد تحركات عرضية لم تستمر لفترة طويلة، بينما تحول
تركيز المستثمرين إلى بيانات التضخم الأمريكية المقرر صدورها في وقت لاحق هذا
الأسبوع، والتي قد تلقي مزيدا من الضوء على توقيت أول خفض لأسعار الفائدة من جانب البنك
الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي
ارتفاع اليوم بنسبة تقترب من 1% ليسجل اعلى مستوى عند 2195 دولار للأونصة، بعد أن
افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2171 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2190
دولار للأونصة.
يوم أمس ارتفع الذهب أيضاً بنسبة
0.3% ليدخل في تحركات عرضية استمرت خلال بدايات جلسات اليوم حول المستوى 2170
دولار للأونصة قبل أن يعود إلى الارتفاع ويخترق منطقة تذبذب التداولات ليعود إلى
التداول فوق المستوى 2190 دولار للأونصة.
سوق الذهب يظهر تماسك ويلتقط
أنفاسه بعد التحركات القوية خلال الفترة الماضية والتي دفعتها لتسجيل أعلى مستوى
تاريخي عند 2222 دولار للأونصة. ولكن حالياً السوق يفتقر إلى المحفزات الجديدة التي
تدعم تحرك الذهب في اتجاه واضح.
من المحتمل أن تتوقف الخطوة
التالية على صدور بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي هذا الأسبوع. والدليل على
مزيد من تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة، والذي من شأنه أن يخفف المخاوف من
تسارع الأسعار أو على الأقل إعادة تثبيتها عند مستوى أعلى، وهو الأمر الذي سيكون ايجابي
للغاية بالنسبة للذهب.
من المتوقع أن يسجل مؤشر نفقات
الاستهلاك الشخصي ارتفاع بنسبة 0.4% في فبراير الماضي من القراءة السابقة 0.3% وأن
يتراجع المؤشر الجوهري الذي يستثني عوامل التذبذب إلى 0.3% من القراءة السابقة
0.4%.
وسجل الذهب مستوى تاريخي الأسبوع
الماضي بعد أن أشار أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنهم ما زالوا يتوقعون
خفض أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال عام 2024 على الرغم من قراءات التضخم
المرتفعة الأخيرة التي صدرت عن شهر فبراير.
يوم أمس صدرت تصريحات من عضو
البنك الفيدرالي أوستان جولسبي، ليشير إنه في اجتماع البنك الفيدرالي خلال الأسبوع
الماضي، اقترح ثلاث تخفيضات في أسعار الفائدة لهذا العام. أما عن عضوة البنك ليزا
كوك أشارت أن البنك المركزي الأمريكي بحاجة إلى المضي قدمًا بحذر عندما يقرر متى
يبدأ خفض أسعار الفائدة.
تضع الأسواق احتمال الآن بنسبة 66٪
أن يبدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في يونيو، وانخفاض أسعار
الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه
الأمر الذي يعطي المزيد من الدعم لأسعار الذهب.
تنتظر الأسواق أيضاً هذا الأسبوع
صدور المزيد من تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي بما في ذلك رئيس البنك
جيروم باول، وقد يشهد الذهب بعض المقاومة على المدى القريب خاصة إذا أشارت أرقام
التضخم إلى تأخيرات محتملة في خطة البنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة
هذا العام.
وسع الدولار الأمريكي من خسائره
أيضاً خلال تداولات اليوم الثلاثاء ليسجل ادنى مستوى في جلستين الأمر الذي ساعد
على تعافي أسعار الذهب وخروجه من منطقة التداولات العرضية.
هذا وقد أعلن مجلس الذهب العالمي
عن بيانات التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب خلال
الأسبوع المنتهي في 22 مارس، ليظهر صافي تدفقات خارجة من الصناديق بمقدار 3.4 طن
ذهب.
فقد سجلت صناديق الاستثمار في
الذهب في منطقة أمريكا الشمالية تدفقات داخلة بقيمة 3.5 طن مقارنة مع تدفقات خارجة
من صناديق أوروبا بقيمة 7.4 طن.
يأتي هذا بعد أن أظهر التدفقات
النقدية إلى صافي ارتفاع خلال الأسبوع السابق بمقدار 0.6 طن ذهب، وهو أول ارتفاع
أسبوعي بعد 10 أسابيع متتالية من التدفقات الخارجة من صناديق الاستثمار في الذهب.