استمر سعر أونصة الذهب العالمي في
الارتفاع خلال تداولات اليوم الثلاثاء لتسجل ارتفاع للجلسة الخامسة على التوالي،
وذلك بدعم من استمرار الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن بالإضافة إلى تغير توقعات
الأسواق تجاه أسعار الفائدة الأمريكية.
ارتفع سعر الذهب الفوري اليوم
بنسبة 0.5% ليسجل أعلى مستوى منذ 3 أشهر عند 2125 دولار للأونصة وكان قد افتتح
جلسة اليوم عند المستوى 2114 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد ارتفاع كبير يوم أمس
بنسبة 1.5% ليربع الذهب 32 دولار.
منذ بداية شهر مارس ارتفع الذهب
بنسبة 3.9% ليتخطى المستوى 2100 دولار للأونصة، وذلك في ظل تزايد التوقعات أن
البنك الاحتياطي الفيدرالي سيلجأ إلى البدء في خفض أسعار الفائدة في شهر يونيو
القادم.
تزايدت التوقعات بعد صدور العديد
من البيانات الاقتصادية الضعيفة عن الاقتصاد الأمريكي، والتي تدل على التأثير السلبي
للفائدة المرتفعة على الأداء الاقتصادي، هذا بالإضافة إلى استمرار تراجع التضخم
على المستوى السنوي، الأمر الذي يدل على اقتراب قرار خفض الفائدة.
الأسواق تقوم بتسعير احتمال بنسبة
70% ان يقوم البنك الفيدرالي بخفض الفائدة لأول مرة في اجتماع شهر يونيو القادم.
من جهة أخرى تنتظر الأسواق هذا
الأسبوع شهادة رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول النصف سنوية مقابل مجلس
النواب الأمريكي، حيث تنتظر الأسواق لمعرفة إشارات جديدة عن وضع التضخم بالنسبة
للبنك الفيدرالي وتوقعات مسار أسعار الفائدة.
أيضاً تصدر هذا الأسبوع بيانات
قطاع العمالة عن الاقتصاد الأمريكي خلال شهر فبراير، وسط توقعات بتراجع في أعداد
الوظائف الجديدة وتقلص في متوسط الأجور، الأمر الذي من شأنه أن يدل على اكتفاء
الاقتصاد من الفائدة المرتفعة، وهو الأمر الإيجابي بالنسبة لأسعار الذهب.
العائد على السندات الحكومية
الأمريكية انخفض اليوم ليتداول بالقرب من أدنى مستوى في أسبوعين عند 4.178%، وقد
ساعد هذا على استمرار الذهب في الارتفاع لليوم الخامس على التوالي دون الدخول في
تصحيح سلبي.
الذهب اخترق المستوى 2100 دولار
للأونصة واستكمل رحلة الصعود إلى المستهدف حالياً عند منطقة 2140 – 2150 دولار
للأونصة، وهي المنطقة التي شهدت أعلى مستوى في الذهب الذي سجله في 4 ديسمبر
الماضي.
حتى الآن يظل الارتفاع متواصل في
أسعار الذهب دون الدخول في تصحيح سلبي، وقد يبدأ هذا التصحيح إذا جاءت شهادة رئيس
الفيدرالي في غير صالح الذهب او ارتفعت مستويات الدولار الأمريكي لتحد من مكاسب
المعدن النفيس.
هذا وقد قامت صناديق التحوط
المالية وصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب بالعودة لشراء المعدن النفيس
لتعديل مراكز الشراء لديهم بما يتوافق مع توقعات أسعار الفائدة الأمريكية حالياً،
وقد تستمر عمليات الشراء للذهب من قبل الصناديق لبعض الوقت خاصة أن آخر 8 أسابيع
شهدت صافي تدفقات نقدية خارج صناديق الاستثمار بما يصل قيمته إلى 93 طن ذهب.
انعكست عمليات الشراء القوية من
قبل المستثمرين في صناديق الذهب المتداولة في البورصة على أداء أكبر صندوق استثمار
في الذهب في العالم SPDR Gold
Shares (GLD) حيث ارتفعت حيازات الصندوق ليشهد أول تدفق يومي منذ تسع جلسات تداول
يوم الجمعة.
أيضاً ارتفعت عقود شراء الذهب
بمقدار 7035 عقد مقارنة في تقرير لجنة تداول السلع الآجلة مقارنة مع التقرير
السابق، كما ارتفعت عقود بيع الذهب بمقدار 4602 عقد مقارنة مع التقرير السابق.
بيانات لجنة تداول السلع الآجلة (COT) تظهر عودة
الطلب إلى التزايد على عقود الذهب بشكل عام سواء عقود البيع أو الشراء، وهو ما يدل
على تحسن الطلب الاستثماري على الذهب بعد ضعف البيانات الأمريكية مؤخراً الأمر
الذي يزيد من فرص خفض أسعار الفائدة في وقت قريب، وهو الأمر الإيجابي بالنسبة
للذهب ليعود إلى اجتذاب الاستثمارات مجدداً.