استقرت أسعار الذهب العالمي بالقرب من أعلى مستوى في أسبوع وذلك في ظل ترقب الأسواق لتأثير قرارات التعريفات الجمركية الجديدة على الأسواق وإمكانية قيام حرب تجارية جديدة، بينما تنتظر الأسواق صدور بيانات الوظائف الأمريكية.
شهد سعر أونصة الذهب العالمي تذبذب اليوم حول المستوى 2917 دولار للأونصة وهو سعر افتتاح جلسة اليوم ليسجل اعلى مستوى عند 2922 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2902 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2916 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن ارتفع الذهب يوم أمس وسجل أعلى مستوى في أسبوع تقريباً عند 2927 دولار للأونصة، لتستقر التداول فوق المستوى 2900 دولار للأونصة منذ بداية الأسبوع بعد التصحيح السلبي الذي شهده الذهب خلال الأسبوع الماضي.
هذا وقد تراجع كان مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية ليسجل أدنى مستوى منذ أكثر من ثلاثة أشهر، مما يجعل الذهب أقل تكلفة للمشترين من حائزي العملات الأخرى وهو المفترض أن يدفع الذهب للارتفاع، ولكن مع ذلك ارتفعت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات مما قلل من جاذبية الذهب الذي لا يقدم عائد وبالتالي سيطر التذبذب على تحركات الذهب.
دخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات المكسيكية والكندية حيز التنفيذ يوم الثلاثاء بنسبة 25%، إلى جانب مضاعفة الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 20%، مما أدى إلى حروب تجارية قد تضرب النمو الاقتصادي وترفع الأسعار للأميركيين الذين ما زالوا يعانون من سنوات من التضخم المرتفع.
وردًا على ذلك فرضت كندا تعريفات جمركية بنسبة 25% على واردات أميركية بقيمة 30 مليار دولار كندي، في حين فرضت الصين 15% على السلع الزراعية الأميركية مثل الدجاج والقمح و10% على فول الصويا ولحم الخنزير.
في خطابه أمام الكونجرس أعاد ترامب التأكيد على خطط فرض تعريفات متبادلة، ومن المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الثاني من أبريل، وقد تؤدي هذه الخطوة إلى تصعيد التوترات التجارية. ومن المتوقع أن تدعم هذه التعريفات الدولار، حيث يسعى المستثمرون إلى الأمان النسبي للعملة الاحتياطية الأساسية في العالم وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.
الذهب سيكون الملاذ الآمن الأول بالنسبة للمستثمرين خاصة بعد التقلبات العنيفة الأخيرة في سوق العملات الرقمية، وبالتالي سيزيد هذا من الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن وتحوط ضد التضخم المحتمل أن ينشأ من السياسات التجارية الأمريكية، وقد أدت هذه السياسات إلى ارتفاع الذهب بأعلى من 10% منذ بداية العام وحتى الآن.
قال رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز إن الرسوم الجمركية الأميركية من المرجح أن تدفع التضخم إلى الارتفاع، مضيفا أن سياسة أسعار الفائدة الحالية مناسبة ولا تحتاج إلى تغييرات.
من جهة أخرى تنتظر الأسواق اليوم تقرير التوظيف في القطاع الخاص الأمريكي وبيانات الوظائف الغير الزراعية الأميركية يوم الجمعة القادمة.