مكاسب الذهب السريعة تغري المزارعين السودانيين

دائما ما تغرينا المكاسب السريعة خاصة إذا كانت بعائد ضخم، وما الذي يمكن أن يكون بعائد كبير كأكتشاف مناجم الذهب، لكن علينا تذكر التكاليف الباهظة الثمن وقد تصل إلى حد الموت. وفي دولة السودان تسبب البحث عن الذهب بموجة هجرة غير مألوفة للعديد من المزارعين الذين تركوا مصدر رزقهم المضمون للعمل في التعدين والبحث عن الذهب. فقد سجلت التقارير أكثر من ٢ مليون شخص يعملون في تعدين الذهب في السودان وهم ينتجون نحو 80% من اجمالي الذهب المستخرج في البلاد. ونشير إلى أن دولة السودان أحد أكبر منتجي الذهب في أفريقيا، فقد تجاوز إنتاجه نحو 30 طن في النصف الأول من العام الماضي، كما تجاوز العائد في خزائن الدولة نحو 720 مليون دولار. لكن المعضلة الكبرى تكمن في الدمار البيئي الضخم و الذي تخلفه عملية التعدين، بالاضافة إلى التلوث الكيميائي و أخطاره الصحية على العاملين والمواطنين المقيمين قرب الأماكن التي يتم فيها عملية التعدين والتي توسعت لتشمل أيضا الأراضي الزراعية والسكنية. كما يجب التنويه ان مخلفات التعدين تحتوي على كميات هائلة من عنصر الزئبق الذي يستخدم في استخراج الذهب والتي تؤدي إلى القتل. وتترك المخلفات آثارها في كل أنحاء البلاد وتزيد في ولاية نهر النيل، ونشير إلى أن التعرض لمخلفات التعدين يسبب أخطارا على الأجهزة العصبية والهضمية والجهاز المناعي وأحيانا تتسبب بالموت. لكن استمر نشاط التعدين في السودان كما ازدهر أيضا وخصوصا مع ارتفاع أسعار الذهب، ويدفع السودانيون فاتورة التعدين الباهظة على حساب صحتهم وحياتهم.